إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث أنس: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا

          6486- وبه قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ، قاضي مكَّة قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ) الأنصاريِّ، قاضي البصرة (عَنْ) أبيه (أَنَسٍ) أي: ابن مالك ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ) ولأبي ذرٍّ: ”رسول الله“ ( صلعم : لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا) قال الشَّيخ أبو حامد: هذا الحديث من الأسرار الَّتي أودعَها الله قلبَ الأمين الصَّادق محمَّد صلعم ، و(1)لا يجوزُ إفشاءُ سرِّها، فإنَّ صدورَ الأحرارِ قبورُ الأسرار، بل كان يذكرُ لهم / ذلك حتَّى يبكوا ولا يضحكوا، فإنَّ البُكاء ثمرةُ شجرةِ حياة القلب الحيِّ بذكرِ الله، واستشعارُ عظمتهِ وهيبتهِ وجلالهِ، والضَّحك نتيجة القلبِ الغافلِ عن ذلك. انتهى.
          وفي الحديثِ _كما قال في «الكواكب»_: من البديعِ مقابلةُ الضَّحك بالبكاءِ، والقلَّة بالكثرةِ، ومطابقة كلٍّ منهما بالآخرِ.


[1] «و»: ليست في (ع) و(ص) و(د).