إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام بر

          6454- وبه قال: (حَدَّثَنِي) ولأبي ذرِّ بالجمع(1) (عُثْمَانُ) بنُ أبي شيبة قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) هو ابنُ عبد الحميد (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابنُ المُعتمر (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنِ الأَسْوَدِ) بن يزيد النَّخعيِّ (عَنْ عَائِشَةَ) ☺ ، أنَّها (قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ) وفي رواية الأعمش، عن منصور: «ما شبعَ رسولُ الله» ( صلعم ) بكسر الموحدة من «شبِعَ» (مُنْذُ قَدِمَ المَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ) من الإضافة البيانيَّة (ثَلَاثَ لَيَالٍ) بأيامهنَّ (تِبَاعًا) بكسر الفوقية بعدها موحدة، مُتَتابعة مُتَوالية (حَتَّى قُبِضَ) بضم القاف، أي: تُوفِّي صلعم ، ولمسلم من رواية عبد الرَّحمن بنِ عابس، عن أبيهِ، عن عائشة: «ما شبع آل محمَّد صلعم من خبز بُرٍّ مأدومٍ». وله من رواية عبد الرَّحمن بن يزيد، عن الأسود عنها: «ما شبعَ آل محمَّدٍ صلعم من خبزِ الشَّعير يومين مُتَتابعين حتَّى قُبض»، وإنَّما كان يفعلُ ذلك صلعم للإيثار، أو: لكراهةِ الشِّبع، وكان يفعلُ ذلك مع إمكان حصول التَّوسُّع له فقد عرضَ عليه ربُّه ╡ أن يجعلَ له بطحاء مكَّة ذهبًا، فاختارَ الجوع يومًا والشِّبع يومًا للتضرُّع والشُّكر.
          والحديثُ سبقَ له في «الأطعمةِ» [خ¦5416].


[1] في (ع): «حدثنا لأبي ذرّ ولغيره إفرادًا».