إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا

          539- وبالسَّند قال: (حَدَّثَنَا آدَمُ) ولغير الأربعة: ”بن أبي إياسٍ“ (قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (قَالَ: حَدَّثَنَا مُهَاجِرٌ أَبُو الحَسَنِ، مَوْلًى لِبَنِي تَيْمِ اللهِ) وللحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: ”مولى بني تيم الله“ بالإضافة، الكوفيُّ (قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ) الجهنيَّ الكوفيَّ المُخضرَم (عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ) ☺ (قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ) ولأبي ذَرٍّ وابن عساكر: ”مع رسول الله“ ( صلعم فِي سَفَرٍ) قيَّده هنا بـ «السَّفر» وأطلقه في السَّابقة [خ¦538] مشيرًا بذلك إلى أنَّ تلك الرِّواية المُطلَقة محمولةٌ على هذه المُقيَّدة لأنَّ‼ المُراد من الإبراد التَّسهيل ودفع المشقَّة، فلا تفاوت بين السَّفر والحضر (فَأَرَادَ المُؤَذِّنُ) بلالٌ (أَنْ يُؤَذِّنَ لِلظُّهْرِ، فَقَالَ) له (النَّبِيُّ صلعم : أَبْرِدْ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ فَقَالَ لَهُ: أَبْرِدْ) وفي روايةٍ عن أبي(1) الوليد عن شعبة: «مرَّتين أو ثلاثًا» وجزم مسلم بن إبراهيم عن شعبة بذكر «الثَّالثة» (حَتَّى) أي: إلى أن (رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ) وغاية الإبراد: حتَّى يصير الظِّلُّ ذراعًا بعد ظلِّ الزَّوال، أو ربع قامةٍ أو ثلثها أو نصفها، وقِيلَ غير ذلك / ، و(2) يختلف باختلاف الأوقات، لكن يُشترَط ألَّا يمتدَّ إلى آخر الوقت (فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم ) عقب مقالته السَّابقة: (إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا) بهمزة قطعٍ مفتوحةٍ (بِالصَّلَاةِ) الَّتي يشتدُّ الحرُّ غالبًا في أوَّل وقتها، وهي الظُّهر.
           (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ ولابن عساكر: ”قال محمَّدٌ“ أي: البخاريُّ: ”قال ابن عبَّاس ☻ “ فيما وصله ابن أبي حاتمٍ في «تفسيره»، وهو ثابتٌ في رواية كريمة(3) والمُستملي، ساقطٌ عند غيرهما، في تفسير قوله تعالى: ({ تَتَفَيَّؤُاَ}[النحل:48]) معناه: (تَتَمَيَّلُ) ظلاله، وفي روايةٍ في(4) الفرع وأصله من غير رقمٍ: ”تفيَّأ: تميل“ بحذف إحدى التَّاءين فيهما، وللكُشْمِيْهَنِيِّ: ”يتفيَّأ: يتميَّل“ بمُثنَّاةٍ تحتيَّةٍ قبل الفوقيَّة فيهما.


[1] «أبي»: مثبتٌ من (ب) و(س).
[2] في غير (د): «أو».
[3] في (ب) و(س): «لكريمة».
[4] «في»: مثبتٌ من (ص).