إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يا أبا هريرة هذا غلامك قد أتاك

          2530- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ) الهمْدانيُّ _بسكون(1) الميم_ الكوفيُّ، أبو عبد الرَّحمن (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ) بكسر المُوحَّدة وسكون المُعجَمة، العبديِّ الكوفيِّ‼ (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) بن أبي خالدٍ سعدٍ(2)، الأحمسيِّ البجليِّ (عَنْ قَيْسٍ) هو ابن أبي حازمٍ _بالحاء المُهمَلة والزَّاي_ واسمه: عوفٌ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ : أَنَّه لَمَّا أَقْبَلَ) حال كونه (يُرِيدُ الإِسْلَامَ) وكان مقدمُه _فيما قاله الفلَّاس_ عامَ خيبر، وكانت(3) في المُحرَّم سنة سبعٍ، وكان إسلامه بين الحديبية وخيبر (وَمَعَهُ غُلَامُهُ) قال ابن حجرٍ: لم أقف على اسمه (ضَلَّ) أي: تاه (كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ) فذهب إلى ناحيةٍ (فَأَقْبَلَ) أي: الغلام (بَعْدَ ذَلِكَ) ولأبي ذرٍّ: ”بعد ذاك“ (وَأَبُو هُرَيْرَةَ جَالِسٌ مَعَ النَّبِيِّ صلعم ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا غُلَامُكَ قَدْ أَتَاكَ، فَقَالَ: أَمَا) بفتح الهمزة وتخفيف الميم، أي: حقًّا (إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّهُ حُرٌّ، قَالَ: فَهُوَ حِينَ يَقُولُ) أي: الوقت الذي وصل فيه إلى المدينة: (يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا) بفتح العين المُهمَلة وتخفيف النُّون، ممدودًا: تعبِها ومشقَّتِها (عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الكُفْرِ) أي: الحرب (نَجَّتِ) وهذا من بحر الطَّويل، وفيه: الخَرْم _بالمعجمة والرَّاء السَّاكنة_ وهو أن يُحذَف من أوَّل الجزء حرفٌ؛ لأنَّ أصله: فيا ليلةً، وهذا الشِّعر لأبي هريرة، أو لغلامه، أو لأبي مرثدٍ الغنويِّ تمثَّل به أبو هريرة، وفيه التَّألُّم من النَّصَب والسَّفر.


[1] في (م): «بكسر»، وليس بصحيحٍ.
[2] «سعدٍ»: ليس في (ص).
[3] في (ب) و(س): «وكان».