إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل أحدث

          7363- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ)‼ أبو سلمة التَّبوذكيُّ الحافظ قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ) ابن سعدٍ بن إبراهيم الزُّهريُّ قال: (أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ(1) (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضمِّ العين (ابْنُ عَبْدِ الله) بن / عتبة بن مسعودٍ، وثبت قوله: ”ابن عبد الله“ لأبي ذرٍّ، وسقط لغيره (أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ☻ قَالَ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الكِتَابِ) من اليهود والنَّصارى، والاستفهام إنكاريٌّ (عَنْ شَيْءٍ) من الشَّرائع (وَكِتَابُكُمُ) القرآن (الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلعم أَحْدَثُ؟!) أي: أقرب نزولًا إليكم(2) من عند الله، فالحدوث بالنسبة إلى المنزَّل(3) إليهم، وهو في نفسه قديمٌ (تَقْرَؤُنَهُ مَحْضًا) خالصًا (لَمْ يُشَبْ) بضمِّ أوَّله وفتح المعجمة: لم يخلط، فلا يتطرَّق إليه تحريفٌ ولا تبديلٌ، بخلاف التَّوراة والإنجيل (وَقَدْ حَدَّثَكُمْ) سبحانه وتعالى في كتابه: (أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ) من اليهود وغيرهم (بَدَّلُوا كِتَابَ اللهِ) التَّوراة (وَغَيَّرُوهُ، وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمُ الكِتَابَ، وَقَالُوا: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، أَلَا) بالتَّخفيف (يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ العِلْمِ) بالكتاب والسُّنّةَ (عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ؟) بفتح الميم وسكون السِّين، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”مُسَاءلتهم“ بضمِّ الميم وفتح السِّين بعدها ألفٌ (لَا وَاللهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ) فأنتم بالطريق الأولى ألَّا تسألوهم.
          والحديث سبق في «الشَّهادات» [خ¦2685].


[1] زيد في (د): «الزُّهريُّ».
[2] «إليكم»: ليس في (ص) و(ع).
[3] في (د) و(ص) و(ج) و(ل): «المنزول»، وبهامش (ج) و(ص) و(ل): كذا بخطِّه: «المنزول»، ولعلَّه: «النُّزول».