التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره

          ░186▒ (بَابُ مَنْ قَسَمَ الغَنِيمَةَ فِي غَزْوِهِ وَسَفَرِهِ)
          قوله: (وَقَالَ أَبُو رَافِعٌ: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صلعم بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَأَصَبْنَا غَنَمًا وَإِبِلًا، فَعَدَلَ عَشَرَةً مِنَ الغَنَمِ بِبَعِيرٍ).
          هذا التَّعليق تقدَّم مسندًا في الشركة، وأخرجه مسلم أيضًا، وعدل، بالتحقيق، أي: قوَّم، قال الدَّاودي: وهذا إنَّما هو على قدر قيمة الغنم ذلك الوقت.و(ذِي الحُلَيْفَةِ) هذه مكان من تهامة بين جادة وذات عرق، وليست بذي الحليفة الَّتي هي ميقات أهل المدينة، واعلم أنَّ تقويم البعير بعشرة هو ما كان قيمة ذلك الوقت كما قلناه، وليس مخالفًا لما في الأضحية من إقامة البعير مقام سبع شياه لأنَّ هذا / هو الغالب من قيمة الشياه والإبل المعتدلة.
          تنبيه: (أبو رَافِعٌ) هذا هو مولى رسول الله صلعم ، واختلف في اسمه فقيل إبراهيم، وقيل أسلم، وعلى الثاني اقتصر الكرماني.قال ابن طاهر: المدرس، ويُقَالُ هرمز، ذكره في كتابه «رجال الصَّحيحين»، ويُقَالُ ثابت، ويُقَالُ غير ذلك، وكان قبطيًا، كان أوَّلًا للعبَّاس بن عبد المطلب فوهبه لرسول الله صلعم ، فلمَّا بُشِّرَ رسول الله صلعم بإسلام العبَّاس أعتقه، قال في (أسد الغابة): شهد فتح مصر، وتُوفِّيَ سنة أربع وأربعين، قاله ابن ماكولا، وقيل غير ذلك، ثم ذَكر أنَّه تُوفِّيَ خلافة عثمان، وقيل في خلافة علي.قال: وهو الصَّواب.