التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}

          ░12▒ بَابُ قَوْلِه تَعَالَى: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ}[الأحزاب:23] أي: نذره؛ والنَّحب (1) النذر، وقيل عهده، وقيل أي: فرغ من عمله ورجع إلى ربِّه؛ يعني مَن استُشهِدَ يوم أحد؛ والمعنى: فمنهم من مات ثابتًا على عهده، ومنهم من ينتظر الموت ناويًا الصِّدق والوفاء بما عاهد عليه.وقال ابن عبَّاس: من قضى نحبهن، أي: مات على ما عاهد عليه.روى الواحديُّ من حديث إسماعيل بن يحيى البغدادي، يسنده إلى عليٍّ ☺، أنَّه قيل له حدِّثنا عن طلحة، فقال: ذَاكَ امرؤ نزلت فيه آية من كتاب الله: {فَمنهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمنهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}[الأحزاب:23] طلحة ممَّن قضى نحبه لا حساب عليه فيما يستقبل.
          ومن حديث يحيى بن طلحة أنَّه ╕ مَرَّ على طلحة فقال: ((هذا ممَّن قضى نحبه)) وقال مقاتل في «تفسيره»: {فَمنهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} يعني: أجله فمات على الوفاء؛ يعني: حمزة وأصحابه المقتولين بأُحد.{وَمنهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} يعني من المؤمنين من ينتظر أجله على الوفاء بالعهد {مَا بَدَّلُوا} كما بدَّل المنافقون.


[1] في الأصل:((والنحر)).