التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه

          ░101▒ (بَابُ دَعْوَةِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَعَلَى مَا يُقَاتَلُونَ عليه، وَمَا كَتَبَ النَّبِيُّ صلعم إِلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى، وَالدَّعْوَةِ قَبْلَ القِتَالِ)
          يريد لزوم الدَّعوة قبل القتال.
          قوله: (إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم : بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى) هو بفتح الكاف وكسرها، هو: كسرى بن هرمز بن أنوشروان، واسم كسرى أبرويز، ومعنى أبرويز بالعربية المظفَّر، وهو الَّذي غلب الرَّوم حين أنزل الله: {الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الْأَرْضِ}[الروم:1 - 3].وهو الَّذي عُرِضَ على الله في المنام فقيل له: سلِّم ما في يديك إلى صاحب العداوة فلم يزل مذعورًا من ذلك حتَّى كتب إليه النُّعمان بن المنذر بظهور النَّبيِّ صلعم بتهامة، فعلم أنَّ الأمر سيصير إليه، قتله بنوه ليلة الثَّلاثاء لعشر من جمادى الأولى سنة سبع من الهجرة، ذكره في «الرَّوض الأنف».والمبعوث معه الكتاب هو عبد الله بن حذافة السهمي على الصَّواب، وقال ابن بشكوال عن ابن شيبة: إنَّه حبيس بن حذافة أخو عبد الله، ووهَّموه في ذلك، فإنَّ حبيس تُوفِّيَ في أحد والرُّسل كانوا في السَّابعة، وأحد كانت في الثَّالثة، وقيل هو شجاع بن وهب، والمعروف شجاع بن أبي وهب، وإنَّما كان رسولًا إلى الحارث ابن أبي شمس الغسَّاني.