التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: {فإما منًا بعد وإما فداءً}

          ░150▒ بَابُ قول الله تعالى: {فَإمَّا مَنًّا بَعْدُ (1) وأمَّا فِدَاءً}[محمَّد:4]
          وقد يكون اسمًا من فدى يفدي، فيجوز منه حينئذٍ _فتح الفاء وضمِّها وكسرها وهو ممدود_ وقد جاء القصر فيه مع فتح الفاء.
          قوله: (وقوله تعالى: {مَا كَاَن لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى}) [الأنفال:67] / يعني بحبسهم للفداء حتَّى يثخن في الأرض، أي: يكثر القتل، وفسَّره في المتن بحتَّى يغلب، {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنيا}[الأنفال:67] أي: مال الدُّنيا، وسُمِّيَ عرض لقلَّة لبثه، لأنَّه تعرض في الوجود ولا بقاء له، والمعنى أنتم تريدون الغنيمة ومال الفدية، والله يريد ثواب الآخرة لكم وهو الجنَّة: {وَاللهُ عَزِيزٌ} لا يمتنع عَلَيْه شيء أراده، {حَكِيمٌ} أي: حَكَمٌ (2) في تدبيره، وهذه الآية نزلت في أسارى بدر، قال ابن عبَّاس: ولما كثر المسلمون واشتدَّ سلطانهم أنزل الله في الأُسارى: {فَإمَّا مَنًّا بَعْدُ وأمَّا فِدَاءً} الآية [محمَّد:4].قوله: (فِيهِ حَدِيثُ ثُمَامَةَ) ذكره مسندًا في كتاب الصَّلاة في باب رباط الأسير في المسجد.


[1] قوله:((بعد)) ليس في الأصل.
[2] في الأصل: غير واضحة.