التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله

          516- قوله: (عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ): (سُلَيم): بضمِّ السِّين، وفتح اللام، و(الزُرَقيُّ): بضمِّ الزاي، وفتح الرَّاء المخفَّفة، ثمَّ قاف، ثمَّ ياء النِّسْبة، وكلُّه معروفٌ عند أهلِه.
          قوله: (عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ): تقدَّم أنَّه فارسُ رسولِ الله صلعم، الحارثُ بن رِبْعيٍّ، وقيل: النُّعمان، أو عمرو، تقدَّم(1) بعضُ ترجمتِه [خ¦153].
          قوله(2): (وَهْوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلعم): (أمامة) هذه: هي بنتُ أبي العاصي بن الربيع، واسم والدها لَقِيط وقيل: مِهْشَم، وقيل: ياسر، وقيل: هاشم، وقيل: هُشَيم، وقيل: القاسم، وقيل: مِقْسَم(3) بن الربيع _على الصَّواب_، ابن عبد العُزَّى بن عبد مناف، القرشيَّةُ العبشميَّةُ، أمُّها زينبُ بنتُ رسول الله صلعم، كان ╕ يحبُّها، وحملها في الصَّلاة، تزوَّجها عليٌّ ☺ بعد وفاة فاطمة، وكانت فاطمة ♦ أوصته بذلك، ثمَّ تزوَّجها بعد عليٍّ ☺ المغيرةُ ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطَّلب بن هاشم، فولدت له يحيى، وبه كان يُكنَى، وماتت عند المغيرة، وقيل: إنَّه لم تلد لعليٍّ ولا للمغيرة، والمغيرةُ هذا له رؤيةٌ، وكان من أنصار عليٍّ ☻، وله جماعةُ إخوةٍ، وقد ترجمه أبو عُمَرَ في «استيعابه»، وكان قد بذل معاويةُ بنُ أبي سفيان صخرِ بنِ حرب لأُمامةَ هذه بعد أن حلَّت من عليٍّ مئةَ ألف دينار على أن تتزوَّج به، فلم تفعل، وليس لزينبَ بنتِ رسول الله صلعم ولا لرُقيَّةَ ولا لأمِّ كلثوم ╢(4) عَقِبٌ، وإنَّما العَقِب لفاطمةَ ♦.
          قوله: (وَلأَبِي الْعَاصِي بْنِ رَبيِعَةَ): قال الدِّمياطيُّ: (صوابه: أبو العاصي بن الربيع بن عبد العزَّى بن عبد شمس بن عبد مناف، وربيعة بن عبد العزَّى عمُّ أبي العاصي، وأمُّ أبي العاصي هالةُ بنت خويلد أختُ خديجة لأبويها)، انتهى، وقال ابن قُرقُول: (وفي «المُوطَّأ»: «ولأبي العاصي بن ربيعة بن عبد شمس»، كذا ليحيى، وابنِ بُكَير، وابن قَعْنَب، وابن يوسف، وكذا للتِّنِّيسيِّ في «البخاريِّ»، ولغير يحيى ومَن ذكرناه: «ابن ربيع»؛ بغير هاء، وكذا لابن وضَّاح ولابن عبد البَرِّ، وهو الصَّواب، واسمُ أبيه الربيعُ؛ بلا شكٍّ، غير أنَّ الأصيليَّ قال: إنَّ النَّسَّابين يقولون: هو أبو العاصي بن ربيع بن ربيعة، فمَن نسبه إلى جدِّه؛ قال: ابن ربيعة، قال أبو الفضل: وهذا غيرُ معروفٍ، بل لا أعلم مَن نسبه كذلك، واسم أبي العاصي لقيط، وقيل: القاسم، وقيل: مِقْسَم، وقيل: مِهْشم)، انتهى.
          فائدة: إن قيل: في أيِّ صلاة حملها؟ فالجواب: أنَّه كان في صلاة الظُّهر أو العصر، كذا بالشَّكِّ في بعض طرق هذا الحديث، وقد روى الزُّبير بن بكَّار في كتاب «النَّسب» _كما قاله محبُّ الدين الطَّبريُّ_: (أنَّ ذلك كان في صلاة الصُّبح) انتهى، وقال السُّهيليُّ في (غزوة بدر) من «الرَّوض» في (خبر أبي رافع): (قال عمرو بن سُلَيم: «كانت صلاة الصُّبح»، كذا رواه ابن جريج، عن [ابن] أبي(5) عتَّاب، عن عمرو بن سُلَيم، ورواه ابن إسحاق في غير «السِّيرة» عن المقبريِّ، عن عَمرو بن سُلَيم، فقال فيه: «إحدى صلاتي العَشيِّ؛ الظهر أو العصر») انتهى، وقد رأيت بخطِّ شيخنا الإمام أبي جعفر الغرناطيِّ على حاشية نسخته بـ«البخاريِّ»: (أنَّ حمْلَها كان في صلاة الصُّبح، وأنَّ ذلك في «الصَّحيحين»، قال: وفيه ردٌّ على مالك؛ حيث قال: كان ذلك في النافلة) انتهى، ويُحرَّر ما قاله عن «الصَّحيحين»، فإنِّي لم أرَه فيهما، والله أعلم.


[1] في (ج): (عمرو تقدَّم).
[2] (قوله): سقط من (ب).
[3] (وقيل مقسم): سقط من (ج).
[4] في (ج): (عنهم).
[5] في (ج): (عن ابن)، وكذا في مصدره.