التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ما يذكر في الفخذ

          قَولُهُ: (بَاب مَا يُذْكَرُ في الفَخِذِ): فيه لغاتٌ: فَخِذ، وفَخْذ، وفِخذ؛ بكسر الفاء.
          قَولُهُ: (وَيُرْوَى عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ...) إلى آخره: هذا ذكره بصيغة تمريض، وقد(1) تقدَّم أنَّ هذا وأمثالَه ليس على شرطه [خ¦4/34-306]، وسأذكر عزوَ الأحاديث التي ذكرها بصيغة تمريض بُعَيد(2) هذا.
          قَولُهُ: (وَجَرْهَدٍ): هو بفتح الجيم، وإسكان الرَّاء، ثُمَّ هاء مفتوحة، ثُمَّ دال مهملة، قال الدِّمياطيُّ: (جَرْهَد بن عَبْد الله بن رِزاح بن عديِّ بن سهم بن الحارث بن مالك بن سلامان بن أسلم، شهد الحديبية، من أهل الصُّفَّة، وقيل: جَرْهَد بن خُوَيلد)، انتهى، ذكره ابْن عبد البَرِّ، وذكر الخلافَ في والده وغير ذلك، وذكر هذا الحديث، ثُمَّ قال: (وحديثُه ذلك مضطربٌ، ومات جَرْهَد سنة «61هـ»)، انتهى، أخرج له أبو داود والتِّرمذيُّ.
          قَولُهُ: (وَمُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ): قال الدِّمياطيُّ: (محمَّد بن عَبْد الله بن جحش، قُتِل أبوه بأُحُد، وأوصى به إلى النَّبيِّ صلعم)، انتهى، له عنِ النَّبيِّ صلعم، وعن عائشة، وحَمْنة، وعنه: ابنه إبراهيم، ومولاه أبو كثير، وغيرُهما، قال الذَّهبيُّ في «كاشفه»: (قُتِل أبوه بمؤتة، وقال البخاريُّ: «قُتِل أبوه بأحُد»)، انتهى، والصَّحيح: أنَّه قُتِل بأحُد، وقد ذكر هو في «التَّذهيب»: أنَّ أباه قتل بأحُد، ولم يذكر فيه خلافًا، أخرج له النَّسائيُّ وابنُ ماجه.
          فَائِدَةٌ: حديثُ ابنِ عبَّاس المشارُ إليه أخرجه التِّرمذيُّ وقال: (حسنٌ غريبٌ)، وأمَّا حديث جَرْهَد؛ فرواه مالك في «الموطَّأ»، وأبو داود في (كتاب الحمَّام) من «السُّنَّن»، والتِّرمذيُّ من طرق، وحسَّنه مرَّةً، وزاد مرَّةً: أنَّه غريب، وقال مرَّةً: (ما أُرَى إسنادَه بمتَّصل)، وصحَّحه ابن حِبَّان والحاكم، وحديث محمَّد ابن جحش رواه أحمدُ والحاكمُ في «مستدركه»(3)، وذكره التِّرمذيُّ، قال البيهقيُّ في «خلافِيَّاته»(4) و«سننه» في الأحاديث الثَّلاثة: (هذه أسانيدُ صحيحةٌ يُحتَجُّ بها)، وخالفه ابن حزم في ذلك فقال(5): (إنَّها ساقطةٌ واهيةٌ)، وقال الطَّبريُّ في «تهذيبه»: (الأخبار التي رُوِيت عنِ النَّبيِّ صلعم أنَّه دخل عليه أبو بكر وعُمرُ وهو كاشفٌ عن فخذيه(6) واهيةُ الأسانيد، لا يثبت بمثلها حجَّةٌ، والأحاديثُ الواردةُ بالأمرِ بتغطيةِ الفخذ والنَّهيِ عن كشفها أخبارٌ صحاحٌ)، والله أعلم.
          قَولُهُ: (حَسَرَ النَّبِيُّ صلعم): هو بحاء وسين مهملتين مفتوحة(7)، وبالرَّاء؛ أي: كشف.
          قَولُهُ: (وَحَدِيثُ أَنَسٍ أَسْنَدُ...) إلى آخره: أي: أقوى إسنادًا، ولا شكَّ أنَّه كما قال، وقد قدَّمت لك الكلام على حديث جَرْهَد، والله أعلم.
          قَولُهُ(8): (وَقَالَ أَبُو مُوسَى): هو عَبْد الله بن قيس بن سُلَيم بن حَضَّار، الصَّحابيُّ المشهورُ الأشعريُّ ☺، تقدَّم بعضُ الشَّيء من ترجمتِه [خ¦11].
          قَولُهُ: (وَفَخِذُهُ على فَخِذِي): تقدَّم ما في (الفخذ) من اللُّغات؛ فانظره أعلاه.
          قَولُهُ: (أَنْ تَرُضَّ فَخِذِي): (تَرُضَّ) بفتح المثنَّاة فوق، وضمِّ الرَّاء، مبنيٌّ للفاعل، وكذا هو في أصلنا: مبنيٌّ للفاعل، ومعنى (تَرُضَّ): تَدُقَّ.


[1] في (ج): (وهو).
[2] في (ج): (بعد).
[3] في (ج): (مسنده)، «مسند أحمد» ░5/290▒، «المستدرك» ░3/637▒.
[4] في (ج): (خلافاته)، وهو تحريفٌ.
[5] في (ب): (وقال).
[6] في (ج): (فخذه).
[7] في (ب): (مفتوحتين).
[8] في (ب): (وقوله).