التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب المساجد التي على طرق المدينة

          قوله: (بَابُ الْمَسَاجِدِ الَّتِي عَلَى طُرُقِ الْمَدِينَةِ...) إلى آخر التبويب.
          تنبيهٌ هو فائدةٌ: ذكر الإمام زين الدين بن(1) حسين قاضي المدينة المشرَّفة في «تاريخه» المساجدَ التي على طرق المدينة إلى مكَّة، فذكر مسجدَ ذي الحليفة، ومسجدًا بشرفِ الرَّوحاء، وأنَّ شرف الرَّوحاء اليوم يُعرَف بوادي بني سالم(2)، ومسجدًا في آخر وادي الرَّوحاء مع طرف الجبل عن يسارك، وأنت ذاهب إلى مكَّة، ويُعرَف الآن بمسجد الغزالة... إلى أن قال: (وليس اليومَ(3) بطريق مكَّة مسجدٌ(4) يُعرَف غير هذه الثلاثةِ مساجدَ) انتهى، وقد رأيتُ الثلاثة، غير أنِّي لم أعلم أنَّ المسجد الذي بشرف الرَّوحاء أنَّه مسجد النَّبيِّ صلعم إلَّا مِن هذا «التَّاريخ»، ولكن(5) مررت به ورأيته، وكذا مسجدُ الغزالة رأيته.
          فائدة: المساجد التي في طريقه صلعم من المدينة إلى تبوك قد(6) ذكرها الحافظ قطب الدين الحلبيُّ في «شرح سيرة عبد الغنيِّ»، وأنَّها أربعةَ عشرَ مسجدًا؛ وهي مسجدٌ بتبوك، ومسجدٌ بثنيَّة مَدِران _بفتح الميم، وكسر الدَّال المهملة_ تِلقاءَ تبوك، ومسجدٌ بذات الزِّراب _بكسر الزَّاي، بعدها راءٌ_ موضعٌ على مرحلةٍ من تبوك، ومسجدٌ بالأخضر(7) _على لفظ الجنس من الألوان_ موضع على أربع مراحلَ من تبوك، ومسجدٌ بذات الحَطْميِّ _بفتح الحاء المهملة، ثمَّ طاء مهملة_ على خمس مراحلَ من تبوك، ومسجدٌ بأَلَاء _بفتح أوَّله وثانيه_ على خمس مراحلَ من تبوك، ومسجدٌ بطَرَف(8) البَتْراء؛ تأنيث (أبتر)، قال ابن إسحاق: (ومسجدٌ بطَرَف البَتْراء من ذي كواكب)، قال أبو عبيد البكريُّ: (وإنَّما هو كوكب)، والله أعلم، وهو جبلٌ في ذلك الشقِّ من بلاد بني الحارث بن كعب، ومسجدٌ بشقِّ تَارَى؛ بالمثنَّاة من فوق، ثمَّ راء، ومسجدٌ بالسوشق، ذكره الحاكم، ومسجدٌ بصدر حَوضَى؛ بالحاء المهملة المفتوحة(9)، والضَّاد المعجمة، مقصور، ومسجدٌ بالحجر، ومسجدٌ بالصَّعيد، قال ياقوت: (والصَّعيد: موضع قرب(10) وادي القُرى به مسجدُ رسول الله صلعم، [عمَّره] في اجتيازه تبوكَ)، ومسجدٌ بوادي(11) القُرى، ومسجدٌ [بالرُّقْعَة] في شقَّة بني عُذرة، على لفظ رُقْعَة الثَّوب، وقال أبو عبيد البكريُّ: (وأخشى أن يكون «الرقمة»؛ بالميم)، ومسجدٌ بذي(12) المروة من أعمال المدينة، بينها وبين المدينة ثمانية بُرُد، ومسجدٌ بالفيفاء؛ ممدود بفاءين، ومسجدٌ بذي خُشُب _بضمِّ الخاء، والشين المعجمتين، وباء مُوَحَّدة_ على مرحلة من المدينة، وأقبل رسول الله صلعم راجعًا من تبوكَ(13) حتَّى نزل بذي أوان؛ موضع بينه وبين المدينة ساعة من نهار، قال أبو عبيد البكريُّ: (هكذا روى أهل المغازي، وكذلك ذكره الطَّبريُّ، وأحسب أنَّ الرَّاء سقطت بين الواو والألف، وأنَّه بذي أروان)؛ موضع منسوب إلى بئر أروان، ويقال: ذَروان؛ بفتح الذال المعجمة، وهي البئر التي طبَّه فيها لبيد بن الأعصم، وكان رجوعه من تبوك إلى المدينة في رمضان، وقال السَّفاقسيُّ: (إنَّه رجع(14) منها في سلخ شوَّال)، انتهى؛ كذا رأيته بخطِّ بعض(15) فضلاء الحلبيِّين، نقله عن «شرح السِّيرة»؛ «سيرة عبد الغنيِّ» للحافظ قطب الدين الحلبيِّ(16)، فلخَّصتُه بعضَ تلخيص، والله أعلم.


[1] (بن): سقط من (ب).
[2] في (ب): (سليم)، وهو تحريف.
[3] في (ج): (الآن).
[4] (مسجد): سقط من (ج).
[5] في (ج): (لكن).
[6] (قد): سقط من (ج).
[7] في (ب): (الأخضر).
[8] في (ب): (بطرق).في (ج): (بطوف)، كذا في الموضع اللاحق، وكلاهما تحريف.
[9] (المفتوحة): سقط من (ب).
[10] في (ب) و(ج): (قريب).
[11] في (ج): (وادي).
[12] في (ج): (بني).
[13] في (ب): (المدينة).
[14] في (ج): (راجع).
[15] (بعض): سقط من (ج).
[16] (الحلبي): سقط من (ج).