التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب نوم الرجال في المسجد

          قوله: (وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ): هو بكسر القاف، ثُمَّ لام ألف مخفَّفة، ثُمَّ موحَّدة مفتوحة، ثُمَّ تاء(1)، وقد صحَّفه بعض الأعاجم ببلدنا على ما بلغني بـ(فلانة)، واسمُه عَبْدُ الله بن زيد الجَرْميُّ، من أئمَّة التَّابعين، عن عُمر، وأبي هريرة، وعائشة، ومعاوية، وسَمُرة، قال الذَّهبيُّ في «الكاشف»: (عن(2) عُمر، وأبي هريرة، وعائشة، ومعاوية، وسَمُرة، وذلك مُرسَل)، وروايتُه عن عائشة في «مُسْلِمٍ» و«النَّسائيِّ»، وعن عُمر في «النَّسائيِّ» ولم يدركه، وعن سَمُرة في «النَّسائيِّ»، وحذيفة في «أبي داود»، وابن عبَّاس في «التِّرمذيِّ»، وأبي هريرة، والنُّعمان بن بشير، وأبي ثعلبة الخُشَنيِّ، وقِيلَ: روايته عن هؤلاء وعن غيرهم مرسلةٌ، وروايته(3) عن أنسٍ وثابتِ بن الضَّحَّاك ومالكِ بن الحُوَيرث في الكتب السِّتَّة _وهذا الكلام مُلفَّقٌ مِن «التَّذهيب» و«الكاشف»_ وأمَّا العلائيُّ؛ فقال: (قال ابن المدينيِّ: «لم يسمع من سَمُرة»، [قال أبو حاتم]: «ولم يسمع من معاوية»، وبخطِّ الضياء: أنَّه لم يسمع من أبي ثعلبة، ولا يُعرَف له سماعٌ من عائشة، قلت: وروايته عن عائشة في «مُسْلِم»، وكأنَّه على قاعدته، وعن حذيفة في «أبي داود»، وعن أبي ثعلبة وابن عبَّاس في «الترمذيِّ»، وعن عُمر بن الخطَّاب، وأبي هريرة، وابن عبَّاس، ومعاوية، وسَمُرة، والنُّعمان [بن بشير] في [«سنن] النَّسائيِّ»)، قال: (والظَّاهر في ذلك كلِّه الإرسال، نعم؛ روايته عن مالك بن الحُوَيرث وأنسِ بن مالك وثابتِ ابن الضَّحَّاك متَّصلةٌ، وهي في الكتب السِّتَّة)، انتهى.
          كذا في نسختي من «المراسيل» بياضٌ بعد (النُّعمان) وبعد (في)، غير أنَّه مكتوب بعد ذلك ما صورته: (س).
          وتحرير ما له عن هؤلاء المذكورين الذين أوَّلُهم عُمر؛ أمَّا روايته عن عُمر؛ فليست في الكتب السِّتَّة، وأمَّا أبو هريرة؛ ففي «النَّسائيِّ»، وأمَّا ابن عبَّاس؛ ففي «التِّرمذيِّ»، وأمَّا روايته عن معاوية؛ ففي «أبي داود» و«النَّسائيِّ»، وأمَّا روايته عن سَمُرة؛ ففي «النَّسائيِّ»، وأمَّا روايته عنِ النُّعمان؛ ففي «أبي داود»، و«النَّسائيِّ»، و«ابن ماجه»(4)، والله أعلم.
          وكان الأَولى بنا(5) ألَّا نذكرَ هذا _وقد تقدَّم بعضُه أيضًا [خ¦213]_؛ لأنَّ هذا لا يتعلَّق بـ«البخاريِّ(6)»، نعم؛ إذا حدَّث أحدٌ من الرُّواة عن أحدٍ من النَّاس ولم يلقَه، وجاء مَعَنَا ذلك في «البخاريِّ»؛ نذكره إن شاء الله تَعَالَى [خ¦5015]، وأهلُ هذا العصر لا يستعملون هذا القَدْرَ، وحَسْبُ الواحد منهم أنْ يقرأ «صحيح البخاريِّ» سوادًا، ولا يعرف شيئًا من الصِّناعة، ويرى هذا تطويلًا من زَبَد(7) المعدة لا من زُبَدِها(8)، ومن جَهِلَ شيئًا؛ عاداه.
          قوله: (مِنْ عُكْلٍ): تقدَّم ما في ذلك من الرِّوايات في «الصَّحيح» [خ¦233]، وتقدَّم أنَّهم كانوا ثمانية وهو في «الصَّحيحين»(9)، وقِيلَ: سبعة، والله أعلم.
          قوله: (فكَانَوا في الصُّفَّةِ): هي بضمِّ الصَّاد المهملة، وتشديد الفاء مفتوحة، ثُمَّ تاء التَّأنيث، وهي كالظُّلَّة والسَّقيفة، يُؤوَى إليها، قال الحربيُّ: (هي موضع مُظلَّل من المسجد يأوي إليه المساكين)، وقِيلَ: سُمُّوا أصحابَ الصُّفَّة؛ لأنَّهم كانوا يصفُّون على باب المسجد؛ لأنَّهم غرباء لا مأوى لهم، وسيأتي من(10) حديث أبي هريرة قريبًا: (لقد رأيت سبعين من أهل الصُّفة) [خ¦442]، وذكر شيخنا الشَّارح عن أبي نعيم في «الحلية» عدَّ منهم مئة ونيِّفًا، انتهى، وذكر السُّهرَوَردِيُّ في «عوارفه» أنَّهم كانوا نحوَ أربعِ مئة، والله أعلم.
          قوله: (كانَ أصحَابُ الصُّفَّةِ فُقَرَاءَ): إنْ شئتَ؛ جعلتَ الاسم (أصحابُ)، و(فُقَرَاءَ) الخبر، وإنْ شئتَ؛ العكسَ.


[1] (تاء): سقطت من (ج).
[2] في (ج): (عقيب)، وليس بصحيح.
[3] في (ج): (ورواية).
[4] (و«ابن ماجه»): ليس في (ب).
[5] في (ج): (بيان).
[6] زيد في (ب): (ومن).
[7] في (ب): (بد).
[8] (لا من زبدها): جاءت في (ب) بعد قوله: (ومن جهل شيئًا عاداه).
[9] في (ج): (الصَّحيح)، وهو في «الصحيحين»، انظر «صحيح البخاريِّ» ░6899▒، «صحيح مسلم» ░1671▒ ░10▒.
[10] (من): ليس في (ب).