التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب القسمة وتعليق القنو في المسجد

          قوله: (وَتَعْلِيقِ القِنْوِ) وكذا قوله: (القِنْوُ العِذْقُ): (القِنْو) بكسر القاف _وحُكِي: ضمُّها_ وإسكان النُّون، وبالواو، و(العِذْق) بكسر العين: الكِباسة _بكسر الكاف، وبالموحَّدة_؛ وهو العُرجون، وهو من التَّمر بمنزلة العنقود من العنب.
          فائدةٌ: لم يَذكر البخاريُّ في الحديث الذي ذكره القِنْوَ الذي بوَّب عليه، قال بعضهم: (أُنسِيه)، وقال بعضهم: (أَغفله)، ثُمَّ قال: (وتعليق القِنْو في المسجد أمرٌ مشهورٌ)، وقد يقال: أخذه من وضع المال في المسجد بجامع أنَّ كلًّا منهما وُضِع للأخذ، وقد ذكر ابن قتيبة: (أنَّه ╕ خرج فرأى أقناءً مُعلَّقةً في المسجد)، ومن عادة البخاريِّ الإحالةُ على أصل الحديث، وذَكَر ثابتٌ في «غريبه» أنَّه ╕ أمر من كلِّ حائط بقِنْو يُعلَّق في المسجد؛ ليأكل منه مَنْ لا شيء له، قال: وكان عليها على عهد رسول الله صلعم معاذ بن جبل، انتهى.
          والظَّاهر: أنَّه إنَّما أشار البخاريُّ إلى ما رواه أبو داود والنَّسائيُّ وابن ماجه من حديث عوف بن مالك الأشجعيِّ قال: خَرَجَ رَسُولُ الله صلعم وَبِيَدِهِ عَصًا، وَقَدْ عَلَّقَ رَجُلٌ قِنْوَ حَشَفٍ، فَجَعَلَ يَطْعن في ذَلِكَ القِنْوِ، وقَالَ: «لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ؛ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْ هذا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ حَشَفًا يَوْمَ القِيَامَةِ».
          قوله: (وَالِاثْنَانِ قِنْوَانِ): هو بكسر النون، تثنية (قِنْو)، كما قال.
          قوله: (وَالجَمَاعَةُ: قِنْوَانٌ؛ مِثْلُ: «صِنْوٍ وَصِنْوَانٍ»): (قِنْوَانٌ): مرفوع منوَّن، و(صِنْو) بكسر الصَّاد؛ كـ(قِنْو)، و(صِنْوان) بكسر الصَّاد أيضًا: منوَّن، والصِّنو: إذا خرج نخلتان وثلاث من أصلٍ واحد، وكلُّ واحدة منهن: صِنو، والاثنان: صنوانِ، والجماعة: صنوانٌ، منوَّن النُّون.