التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ابتاعيها فأعتقيها فإن الولاء لمن أعتق

          456- قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): تقدَّم أنَّ هذا هو ابن عُيَينة، العَلَمُ المشهورُ.
          قوله: (عَنْ يَحْيَى): (يحيى) هذا: هو ابن سعيد بن قيس بن عَمرو الأنصاريُّ، أبو سعيد، قاضي السَّفَّاح، عن أنسٍ وابنِ المسيِّـَب، وعنه: مالكٌ والقطَّان، حافظٌ إمامٌ فقيهٌ حُجَّةٌ، مات سنة ░143هـ▒، أخرج له الجماعة، وقد ذكرتُ له ترجمةً، ولكن طال العهد بها [خ¦149]؛ ولهذا أعدتُها هنا.
          قوله: (عَنْ عَمْرَةَ): هي بنتُ عبد الرَّحمن بن سَعْد بن زُرارة، من فقهاء التَّابعين، وقد تقدَّم أنَّ الفقهاءَ من التابعيَّات: حفصةُ بنت سيرين، وعَمْرَةُ هذه، وأمُّ الدَّرداء الصُّغرى هُجَيمة _أو جُهَيمة_ بنتُ حُيَيٍّ الأوصابيَّةُ [خ¦313]، رَوَتْ عَمْرةُ عن عائشةَ وكانت في حَجْرها، وعن جماعةٍ، وعنها: ابنُها أبو الرِّجَال، وولداه، والزُّهريُّ، وغيرُهم، ماتت سنة ░106هـ▒، أخرج لها الجماعة، وقد تقدَّمَتْ ترجمتُها، ولكن طال العهد بها.
          قوله: (أَتَتْهَا بَرِيرَةُ): هي بفتح المُوَحَّدة (فَعِيلَة)، من الموالي، قيل: إنَّها قبطيَّة، وإنَّها ابنة صفوان، وقال الذَّهبيُّ: (إنَّها حبشيَّة)، سمع عبدُ الملك بنُ مروان منها كما في ترجمته، وهذا يدلُّ على تأخُّرها، قال شيخُنا المؤلِّف: (لِأمِّها صُحْبةٌ).
          قوله: (وَقَالَ أَهْلُهَا): سيأتي الخلاف في أهلها(1)، والله أعلم(2) [خ¦1493].
          قوله: (أَعْطَيْتِهَا): هو بكسر المُثنَّاة فوق.
          قوله: (قَالَ سُفْيَانُ مرَّةً): تقدَّم أعلاه أنَّه ابن عُيَينة، وهو سفيانُ المذكورُ في السند.
          قوله: (ذَكَّرَتْهُ ذَلِكَ): هو بتشديد الكاف، والتَّاء ساكنة؛ تاء التأنيث.
          قوله: (وَقَالَ سُفْيَانُ): هو ابن عُيَينة المذكور في السَّند؛ كما تقدَّم أعلاه.
          قوله: (فَصَعِدَ): هو بكسر العين(3) الماضي، وفتحِها في المضارع، عكس (عمَد يعمِد) مع أنِّي رأيت في (عَمِد) في(4) حاشيةٍ أنَّ فيها الكسرَ في الماضي، والفتحَ في المضارع، وعزاه إلى بعض كتب اللُّغة لا تحضرني، [وقد استحضرته الآن، فإنَّه عزاه للَّبْلِيِّ في «شرح الفصيح»](5).
          قوله: (وَرَوَاهُ مَالِكٌ...) إلى آخره: يعني: أنَّه رواه مالكٌ مُرسَلًا، فلم يذكر عائشةَ، وتكون عَمْرةُ ذكرتْ قصَّةً لم تُدركْها(6)، فهي مُرسَلةٌ.
          قوله: (قَالَ عَلِيٌّ): يعني: ابن عبد الله بن جعفر بن نَجِيْح، وهو ابن المدينيِّ شيخُه المذكورُ أوَّلًا.
          وقوله: (قَالَ(7) يَحْيَى): يعني: ابن سعيد القطَّان الحافظ، (عَنْ يَحْيَى) يعني: ابن سعيد الأنصاريَّ.
          وقوله: (وَعَبْدُ الْوَهَّابِ): هو مرفوعٌ معطوفٌ على (يحيى)، وهو ابن عبد المجيد بن الصَّلْت ابن عُبيد الله بن الحكم بن أبي العاصي الثَّقفيُّ، أبو مُحَمَّدٍ الحافظُ، أحد الأشراف بالبصرة، عن أيُّوب، ويونس، وحُمَيد، وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن عرفة، وثَّقه ابنُ مَعِين وقال: (اختلط بأَخَرَةٍ)، مات سنة ░194هـ▒، أخرج له الجماعة، له ترجمةٌ في «الميزان»، وقال فيها: (أفرده ابنُ أبي حاتم عن عبد الوهَّاب الثَّقفيِّ، وهو هو).
          [قوله]: (عَنْ عَمْرَةَ نَحْوَهُ): يعني: أنَّ يحيى بنَ سعيد الأنصاريَّ اختُلِف عليه فيه؛ فرواه عنه أوَّلًا سفياُن بنُ عُيَينة مُسنَدًا مُتَّصِلًا، ورواه عنه يحيى القطَّان ومالكٌ وعبدُ الوهَّاب مُرْسَلًا.
          وقوله: (وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ..) إلى آخره: معناه(8): أنَّ سفيانَ _يعني: ابنَ عُيَينة_ وجعفرَ بنَ عون روياه عن الأنصاريِّ مُسنَدًا مُتَّصِلًا(9)، [وتعليقُ جعفرِ بن عَون أخرجه النَّسائيُّ في (الفرائض) عن أحمد بن سليمان، وموسى بن عبد الرحمن، ومُحَمَّد بن إسماعيل _وهو ابن عُليَّة_؛ ثلاثتهم عن جعفر بن عَون به.
          قوله: (رَوَاهُ مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى): أخرجه النَّسائيُّ في (الفرائض) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك به]
(10).
          والحاصل من هذا كلِّه: أنَّ مالكًا والقطَّانَ(11) وعبدَ الوهَّاب روَوه عن يحيى الأنصاريِّ مُرسَلًا، فاثنان _وهما سفيان وجعفر بن عون(12)_ روياه عن يحيى الأنصاريِّ مُسنَدًا مُتَّصلًا، وثلاثةٌ _وهم مالك، ويحيى القطَّان، وعبد الوهَّاب_ روَوه عن يحيى بن سعيد الأنصاريِّ مُرسَلًا، والله أعلم.
          ويجيء فيه الخلافُ فيما إذا رُوِيَ الحديثُ مَوصولًا ومُرسَلًا، أو مَرفوعًا ومَوقوفًا، وفي المسألة أربعةُ أقوال؛ أصحُّها: أنَّ الحكم لمَن وصل، والثَّاني: أنَّ الحكم لمَن أَرسَل، الثَّالث: الحكم للأكثر، الرَّابع: الحكم للأحفظ، فإن(13) أردت زيادةً؛ فانظرِ الكتب المُطوَّلة في علوم الحديث. /


[1] زيد في (ب): (هذا).
[2] هذه الفقرة سقطت من (ج).
[3] زيد في (ب): (في).
[4] في: سقط من (ب).
[5] ما بين معقوفين سقط من (ج)، وانظر «تحفة المجد الصريح» (ص83▒.
[6] في (ب): (يدركها)، وقال الحافظ في «الفتح» ░1/656▒: (صورة سياقه الإرسال).
[7] في (ج): (وقال).
[8] في (ب): (ومعناه).
[9] في (ب): (روياه مسندًا متصلًا عن الأنصاري).
[10] ما بين معقوفين سقط من (ج)، والأولى تخريج حديث مالكٍ من «البخاريِّ»، فقد وصله في (باب المكاتب) عن عبد الله بن يوسف عنه ░2564▒ وذلك أنَّ تخريجه من «النسائي» يوهم عدم إخراج البخاريِّ له.
[11] في (ب): (أن القطَّان ومالكًا).
[12] (وهما سفيان وجعفر بن عون): سقط من (ب).
[13] في (ب): (وإن).