التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لقد رأيت رسول الله يومًا على باب حجرتي

          454- 455- قوله: (عَنْ صَالِحٍ): هذا هو صالح بن كيسان المدنيُّ، رأى ابنَ عُمر، وسمع عُروةَ والزُّهريَّ، وعنه: ابنُ عُيَينة، والدَّرَاوَرْدِيُّ، وإبراهيمُ بن سعد، وكان جامعًا للفقه والحديث والمروءة، قال أحمد: (هو أكبرُ من الزُّهريِّ، بَخٍ بَخْ)، أخرج له الجماعةُ، وقد تقدَّم فيما مضى، ولكن طال العهدُ به [خ¦51]، وقد وثَّقه ابنُ مَعِين وغيرُه، قال الحاكم: (مات صالحٌ وهو ابن مئة ونيِّف وستِّين سنةً، وابتدأ بالعلم وهو ابن سبعين سنةً)، قال الذَّهبيُّ: (هذا غلطٌ فاحشٌ من الحاكم، ولعلَّ صالح ابن كيسان لم يجاوزِ التسعين، ولو كان ابتدأ بالعلم على ما وَرَّخ؛ أخذ عن سعدٍ وعائشةَ وأبي هريرة)، وقال الواقديُّ: (مات بعد الأربعين ومئة)، قال الذَّهبيُّ في «ميزانه»: (رُمِيَ بالقدر، ولم يصحَّ ذلك عنه)، وقد صحَّح عليه.
          فائدةٌ هي تنبيهٌ: اثنان يرويان عن الزُّهريِّ(1)، عن عروة، عن عائشة؛ أحدهما: صالحُ بن أبي الأخضر، أخرج له النَّسائيُّ بالطَّريق التي ذكرتُها حديثَين، وصالحُ بن كَيْسَان صاحبُ الترجمة بالطريق التي ذكرتُها البخاريُّ، ومسلمٌ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، والله أعلم.
          قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مُسْلِم بن عُبَيد الله بن عَبْد الله بن شهاب، العالمُ المشهورُ.
          قوله: (زَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ..) إلى آخره: اعلم أنَّ (إبراهيم) هذا: هو شيخُ البخاريِّ، وهو إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر(2) بن المغيرة بن خالد بن حِزام بن خُوَيلد بن أسد الأسَديُّ الحِزاميُّ المدنيُّ، أبو إسحاق، من كبار العلماء والمُحدِّثين بالمدينة، وجدُّهم خالد بن حزام أسلم قديمًا، وهاجر إلى الحبشة، فلُدِغ، فنزلت فيه: {وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا}...؛ الآية [النساء:100]، ويُقال: نزلت في غيرهِ، عن مالك _قال الذَّهبيُّ: (كذا في «التَّهذيب»)_ وعن ابن عيينة، وأنس ابن عياض، وخلقٍ، وعنه: البخاريُّ، وابنُ ماجه(3)، وأحمد بن أبي خيثمة، وخلقٌ، قال النَّسائيُّ: (ليس به بأسٌ)، وقال صالحٌ جَزَرة: (صدوق)، وذمَّه أحمد ابن حنبل لكونه خلط في القرآن، مات في المحرَّم سنة ░236هـ▒، أخرج له البخاريُّ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، له ترجمةٌ في «الميزان»، وصحَّح عليه.
          وقد قدَّمتُ أنَّ مثل هذا يرقم عليه المِزِّيُّ والذَّهبيُّ تعليقًا، وقد قدَّمت أنَّه متِّصلٌ بشرطِ أن يكون الذي يقول مثلَ هذا غيرُ مُدلِّس، وقد تقدَّم أنَّ البخاريَّ غيرُ مُدلِّس [خ¦142]، وهو شيخه، وكأنَّه أخذه عنه _هذا الحديث_ في حال المذاكرة، والله أعلم، وهو مثل: (قال).
          قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ): هو عبد الله بن وَهْب المصريُّ، العالمُ المشهورُ، تقدَّم [خ¦89]، وهو أحدُ الأعلام.
          قوله: (عَنْ يُونُسَ): هو ابنُ يزيدَ الأيليُّ، تقدَّم، وتقدَّمَتْ لُغَاتُه السِّتُّ [خ¦4].
          قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم أنَّه الزُّهريُّ، العالمُ المشهورُ، وتقدَّم بعضُ ترجمتِه، وأنَّه مُحَمَّد ابن مسلم بن عُبَيد الله بن عَبد الله بن شهاب [خ¦3].


[1] زيد في (ج): (كل).
[2] (بن عبد الله بن المنذر): سقط من (ج).
[3] (وابن ماجه): سقط من (ج).