التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله

          3728- قوله: (عَنْ إِسْمَاعِيلَ): تَقَدَّم أنَّه ابن أبي خالد، و(قَيْس): هو ابن أبي حَازم.
          قوله: (إِنِّي لَأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ): إن قيل: في أيِّ الأماكن رمى سعد في سبيل الله أوَّل العرب؟ فالجواب: أنَّ ذلك كان في بعث عُبيدة بن الحارث، وكان ◙ بعث عُبيدة بن الحارث في ستِّين أو ثمانين راكبًا من المهاجرين، فسار حتَّى بلغ ماءً بالحجاز بأسفل ثَنيَّة المُرَّة؛ تلقَّى بها جمعًا عظيمًا من قريش، فلم يكن بينهم قتالٌ، إلَّا أنَّ سعد بن أبي وقَّاص رمى بسهم في سبيل الله، فكان أوَّل سهمٍ رُمِيَ به في سبيل الله.
          فائدة: وسعدٌ أيضًا أوَّل من أهراق دمًا في الإسلام، وذلك أنَّ سعدًا كان في نفرٍ يصلُّون في شِعْبٍ من شِعاب مكة؛ إذ ظهر عليهم نفرٌ من المشركين وهم يصلُّون، فعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم، فضرب سعدٌ يومئذٍ رجلًا بلَحْيِ جملٍ فشجَّه، فكان أوَّل دمٍ أُهريق في الإسلام، وقيل: بل أوَّل من أراق دمًا في الإسلام طُليب بن عمير، وقد حكى القولين معًا ابنُ عبد البَرِّ في «الاستيعاب» في طُليب بن عمير. /
          قوله: (مَا لَهُ خِلْطٌ): هو بكسر الخاء المعجمة، وإسكان اللام، وبالطاء المهملة، ومعناه: لا يخالطه شيء من ثُفل(1) الطعام غيره، وأوضح من ذلك كلام ابن الأثير: (أي: لا يختلط نَجْوُهم بعضُه ببعض؛ لجفافِه ويُبْسِه، فإنَّهم كانوا يأكلون خُبز الشعير وورق الشجر؛ لفقرهم وحاجتهم).
          قوله: (بَنُو أَسَدٍ): هو بفتح السين، كذا نصَّ عليه ابن قُرقُول، وهذا ظاهرٌ عند أهله، والمراد بـ(بني أسد) بنو الزُّبير بن العوَّام بن خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى، قاله النَّوويُّ، وقال شيخُنا في (الأطعمة) عند ذكر هذا الحديث: (ووقع في «ابن بطَّال» هنا: أنَّ عمر بن الخَطَّاب من بني أسد، وهو عجيبٌ...) إلى آخر كلامه، وصَدَق؛ وذلك لأنَّ عمر من بني عديٍّ، وأمُّه مخزوميَّةٌ أخت أبي جهلٍ على قولٍ، والصَّحيح: أنَّها بنت عمِّه، والله أعلم.
          قوله: (تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلَامِ): أي: توقِفُني، قال الهرويُّ: (والتعزير في كلام العرب: التوقيف على الفرائض والأحكام)، وقال الطبريُّ: (تُعزِّرني): تُقوِّمني وتُعلِّمني، من تعزير السلطان؛ وهو تأديبه وتقويمه، وقال الحربيُّ(2): العزر: اللَّوم، وقال أبو بكرٍ: العزر: المنع، وعزَّره: منعه، قال الزَّجَّاج: (أصل العزر: الردُّ)، وهذا ملخَّصٌ من كلام ابن قُرقُول.
          قوله: (وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ): (وَشَوا)؛ بفتح الواو والشين المعجمة المخفَّفة؛ ومعناه: نمَوا به ورفعوا عليه.


[1] في (أ): (تفل)، والمثبت موافق لمصدره.
[2] في (أ): (الطبري)، وهو سبق نظر، والمثبت موافق لما في «المطالع».