التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب مناقب عمار وحذيفة

          قوله: (بابُ: مَنَاقِبِ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ ☻): أمَّا (عَمَّار)؛ فهو ابن ياسر، تَقَدَّم نسبُه في أوَّل هذا التعليق [خ¦2/20-49]، وكنيته أبو اليقظان، أسلم هو وأبوه ياسر وأمُّه سميَّة قديمًا، قَتل أبو جهل _لعنه الله_ سميَّة، فهي أوَّل شهيدة في الإسلام، ويقال: أوَّل شهيد في الإسلام الحارث بن أبي هالة ابن خديجة، وقد قدَّمتُ ذلك في (الجهاد) [خ¦56/30-4428].
          مناقبُ عَمَّار كثيرة، قُتل مع عليٍّ ☻ بصِفِّين سنة سبع وثلاثين في شهر ربيع الأوَّل، وقيل: الآخر، وهو ابن ثلاث _وقيل: أربعٍ_ وتسعين سنةً.
          وقد قتله أبو الغادية، كذا في «مسند أحمد»، واسمه يسار بن سَبُع، وقيل غير ذلك، وهو جُهَنيٌّ، سكن الشَّام، ونزل واسِطًا، عِداده في الشَّاميِّين، أدرك النَّبيَّ صلعم وهو غلامٌ، وسمع منه قوله: «لا ترجعوا بعدي كُفَّارًا يضرب بعضُكم رقاب بعض»، وكان مُحِبًّا لعثمان، وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول: قاتلُ عَمَّار بالباب؛ يتبجَّح بذلك، روى عنه: كُلثوم بن جَبر وغيرُه، وفي كلام بعض الحُفَّاظ: (قَتل عَمَّارًا أبو الغادية الفزاريُّ وابن جَزء، اشتركا فيه).
          تنبيه: لهم آخرُ يقال له: أبو الغادية، لكنَّه مُزَنيٌّ، فقيل: إنَّه غير الأوَّل، وقيل: هو هو.
          وأمَّا (حذيفة)؛ فهو ابن اليماني، وقد تَقَدَّم الخلاف في اسم أبيه [خ¦3/4-110]، ولِمَ قيل له: اليماني [خ¦224]، وقد تَقَدَّم أنَّ الصحيح أنَّ (اليماني) بإثبات الياء [خ¦3/4-110]، مناقبُ حذيفةَ كثيرةٌ، تُوُفِّي بالمدائن سنة ستٍّ وثلاثين بعد مقتل عثمان، قيل: بأربعين ليلة، وقد تَقَدَّم من قَتل عثمان ☺ [خ¦62/7-5553]، أمُّ حذيفة صحابيَّةٌ، أخرج التِّرمذيُّ في (مناقب الحسن والحسين) حديثًا حسَّنه يقتضي إسلامَها، وقد ذكرها الذَّهبيُّ في «تجريده» فقال: (أمُّ حذيفة بن اليماني لها ذكرٌ في حديثٍ لابنها، أخرجه ابن منده) انتهى، واليماني: صحابيٌّ ☺، قُتِل بأُحُد، وستأتي كيفيَّة قتله [خ¦3824].