التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب مناقب زيد بن حارثة

          قوله: (بابٌ مَنَاقِبُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، مَوْلَى النَّبِيِّ صلعم): (زيد) هذا: صحابيٌّ مشهور، و(حارثة) والدُه بالحاء المهملة، وبعد الراء ثاءٌ مثلَّثة، في «تجريد الذَّهبيِّ»: ([يُروَى] أنَّه أسلم في خبرٍ طويلٍ في «فوائد تمام» [خ¦1200])، انتهى، فهو معدودٌ في الصَّحابة، واسم والد حارثة شَرَاحيل بن كعب ابن عبد العُزَّى بن امرئ القيس بن عامر بن النُّعمان بن عامر بن عبد الله بن عوف بن كنانة بن بكر ابن عوف بن عُذرة بن زيد اللات بن رُفَيدة بن كلب بن وَبَرة بن الحاف بن قُضاعة، الكلبيُّ نسبًا، القرشيُّ الهاشميُّ ولاءً، ويقع في نسبه اختلاف وتغيير، وزيادة ونقص، وهو مولى رسول الله صلعم وأشهرهم.
          أمُّ زيد: اسمها سُعْدى بنت ثعلبة، من بني معن بن طيِّئ، وكانت خرجت به تُزيرُهُ أهلَها، فأصابته خيل بني القَيْن بن جِسر، فباعوه بسوق حُباشة _وهو من أسواق العرب_ وزيدٌ يومئذٍ ابن ثمانية أعوام، ثمَّ كان من حديثه ما ذكره ابن إسحاق، وقصَّته مشهورة.
          وللنَّبيِّ صلعم موالٍ غيرُه؛ وهم: ابنه أسامة، وأخوه لأمِّه أيمنُ بن عُبَيد ابن أمِّ أيمن، وأَسْلَمُ ابن عُبَيدِ، وأبو رافعٍ واسمه أَسْلَم، وقيل: إبراهيم، وقيل: هُرْمز، وأبو رافعٍ أيضًا والد البَهِي بن أبي رافع، وقيل: كان اسمه رافعًا، وقيل: إنَّه الأوَّل، وأبو أُثَيلة، وأبو كبشة واسمه سُليم، وأَنَسَة، وثَوْبَان، وشُقران واسمه صالحٌ، ورَبَاحٌ _بفتح الراء وبالموحَّدة_ أسودُ، ويسارٌ _بالمثنَّاة تحت في أوَّله_ نوبيٌّ، وفَضالة، وأبو السَّمح، قيل: اسمه إياد، وأبو مُوَيهبة، ورافعٌ، وأفلحُ، ومأبُور، ومِدْعَم أسودُ، وكركرة، وزيد، وعُبَيد، وطَهْمَان، وكَيْسَان، وذَكْوَان، ومَرْوَان، وواقد؛ بالقاف، وأبو واقد؛ بالقاف أيضًا، وسَنْدَر، وهشام، وحُنين(1)، وسعيد، وأبو عَسِيب واسمه أحمر، وأبو لُبَابة، وأبو لَقِيط، وسفينة واسمه مِهران، وأبو عُبَيد، وسعد، وضُمَيرة بن أبي ضُمَيرة، وأبو هند، وأبو بَكْرة نُفَيعٌ، وأخوه نافعٌ، وأبو كِنْدير سعيدٌ، وسلمان الفارسيُّ، وسالمٌ، وسابِقٌ، وعُبَيد الله بن أسلم، ونُبَيهٌ، ووَرْدَان، وأَنْجَشَة، وباذام؛ ذكره النَّوويُّ عن أبي موسى، وحاتمٌ، وزيد بن بَوْلا، وهذا عند الذَّهبيِّ هو جدُّ بلال بن يسار بن زيد، وأبو الفتح اليعمريُّ جعلهما اثنين، ودَوْس، ورُوَيفع، وأبو ريحانة شمعون، وعُبيد بن عبد الغفَّار، وغَيْلان، وقَفِيز، وكُرَيبٌ، ومحمَّد بن عبد الرحمن، ومحمَّدٌ غير منسوبٍ، ومكحولٌ، وذُكِر أنَّه ◙ وهبه أختَه مِنَ الرَّضاعة الشيماء، ونبيل(2)، وهُرْمُز، وأبو البَشِير، وأبو صفيَّة، ورأيت في «مستدرك الحاكم» في (معرفة الصَّحابة): زيد بن سعنة مولى النَّبيِّ صلعم، فذكر حديثًا عن عبد الله ابن سلام عنه قال الحاكم: (صحيحٌ)، قال الذَّهبيُّ: (ما أُنكِرُه وأترُكه...) إلى آخر كلامه، انتهى، ومن النِّساء: أمُّ أيمن واسمها بَرَكَة، وسَلمى أمُّ رافعٍ، ومارية، وريحانة، وربيحة، ولم يذكرها الذَّهبيُّ في «تجريده» مع جمعه، وخُضرة، ورَضْوى، وميمونة بنت سعدٍ، وميمونة بنت أبي عَسِيب، وأمُّ ضُميرة، وأمُّ عياشٍ؛ بمثنَّاة تحت وشين معجمة، وأُمَيمة، وقيسر القبطية أهداها المقوقس مع مارية، وسيرين، وميمونة غير منسوبة.
          استشهد زيد بن حارثة ☻ بمؤتة من أرض الشَّام سنة ثمان _كما تَقَدَّم في تاريخ غزوة مؤتة_ مناقبُه جمَّة؛ منها: أنَّ الله ╡ لم يذكر في القرآن صحابيًّا باسمه إلَّا هو، وكان النَّبيُّ صلعم قد تبنَّاه، فكان يقال له: زيد بن محمَّد، حتَّى أنزل الله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}[الأحزاب:5]، والله أعلم.


[1] في (أ): (وحسين)، والمثبت موافق لما في المصادر الآتية.
[2] في (أ): (ونبتل)، والمثبت موافق لما في المصادر الآتية.