التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب مناقب الزبير بن العوام

          قوله: (بابُ مَنَاقِبِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ): تَقَدَّم أنَّ (المناقب) جمع (منقبَة) بفتح الباء، وأنَّها المَفْخَرَة [خ¦62/2-5507].
          فائدة: الزُّبيرُ أوَّلُ مَن سلَّ سيفًا في الله، والقصَّة في «الاستيعاب»؛ فانظرها.
          ثانيةٌ: قال بعضُهم: (إنَّه أوَّلُ مَنِ استحقَّ السَّلَبَ في الإسلام).
          ثالثةٌ: نزلت الملائكةُ على زِيِّه يوم بدرٍ ☺، قتله عُمَرُ بنُ جُرموز سنة ستٍّ وثلاثين، وقال ابنُ عبدِ البَرِّ في «الاستيعاب»: (فاتَّبعه ابنُ جُرموز عبدُ الله _وقيل: عُمَير، ويقال: عَميرة، وقيل: عُميرة ابن جرموز_ السعديُّ، فقتله بموضعٍ يُعرَف بوادي السِّباع)، انتهى، وقد تَقَدَّم الخلافُ في الشهر الذي قُتِل فيه عند حديث تَرِكَتِه [خ¦57/13-4884].
          قوله: (هُوَ حَوَارِيُّ النَّبِيِّ صلعم، وَسُمِّيَ الْحَوَارِيُّونَ؛ لِبَيَاضِ ثِيَابِهِمْ): تَقَدَّم [خ¦2846] الكلام على (الحواريِّ)، وأنَّه الناصر، وقيل: الخالص، وقيل: الحواريُّون: المجاهدون، وقيل: أصحاب الأنبياء، وقيل: الذين يَصلحون للخلافة بعده، حكاه الحربيُّ، وقيل: الأخلَّاء، قاله السُّلَميُّ، هذا كلُّه في حواريِّ النَّبيِّ صلعم، وقيل في أصحاب عيسى صلعم: إنَّهم كانوا قصَّارين؛ لأنَّهم يُبيِّضون الثياب، و(الحَوَر): البياض، وكانوا أولاد قصَّارين، وقيل: صيَّادون، وقيل: الحواريُّون: الملوك، فيصحُّ في الزُّبير صُحبتُه للنَّبيِّ صلعم، ونصرتُه، واختصاصُه به، وإخلاصُه له، وقيل: المفضَّل عندي كفضل الحُوَّارَى في الطعام، وكان ابن عمر يذهب إلى أنَّه اسمٌ مختصٌّ بالزُّبير دون غيره؛ لتخصيصه صلعم إيَّاه به.
          وقد ذكرت الحواريِّين من أصحاب النَّبيِّ صلعم، وهم اثنا عشر؛ وهم: العشرةُ سوى سعيد ابن زيد بن عمرو بن نُفيل، والثلاثة الذين هم خارج العشرة: عثمان بن مظعون، وحمزة، وجعفر بن أبي طالب، المجموع من قريش [خ¦2846]. /