التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب مناقب بلال بن رباح

          قوله: (بابُ مَنَاقِبِ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ ☻): (رَباح)؛ بفتح الراء وبالموحَّدة، اشترى أبو بكرٍ بلالًا بخمس أواقيَّ، وقيل: بسبع، وقيل: بتسع، وأعتقه لله ╡، وقد تَقَدَّم أنَّ الأوقيَّة أربعون درهمًا [خ¦24/4-2210]، وأمُّ بلال: حمامة، مولاةٌ لبني جُمَح، وهي صحابيَّة، ذكرها ابن عبد البَرِّ فيهم، وهي ممَّن كان يُعذَّب في الله، فاشتراها أبو بكر وأعتقها، وممَّن اشتراه أبو بكر: عامر ابن فُهيرة، وأم عُبيس، وزِنِّيرة، والنَّهديَّة وبنتها، والمؤمَّليَّة.
          غريبة: في «صحاح الجوهريِّ» في (بلل): (وبلال ابن حمام مُؤذِّن النَّبيِّ صلعم من الحبشة) انتهى.
          مناقب بلال جمَّةٌ، ولم يُعقِب بلالٌ، قاله النَّوويُّ في «تهذيبه»، توفِّي بدمشق سنة عشرين، وقيل غير ذلك، ودُفِن بباب الصَّغير، وقد زُرتُه، وقيل: بباب كيسان، كلاهما منها، وقيل: بداريَّا، وقيل: بحلبَ، قال المنذريُّ وليُّ الدين عبدُ العظيم في «حواشيه» بعد ذكر القول بأنَّه دُفِن بحلب: (إنَّ الذي دُفِن بحلب هو خالد بن رَباح أخو بلال، ودُفِن خارج باب الأربعين، وغالب ظنِّي أنِّي رأيتُ ذلك كذلك في الجزء الأوَّل من «تاريخ ابن العَديم» أنَّ خالدًا هذا دُفِن خارج باب الأربعين) انتهى، ولم يتعيَّن لنا قبرُه أين هو مِن باب الأربعين، وقال السمعانيُّ في «الأنساب»: (إنَّ بلالًا دُفِن بالمدينة)، وغُلِّط، والصحيح الأوَّل، والله أعلم.
          قوله: (سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ): دَفُّ النَّعل؛ بفتح الدال المهملة _وبالمعجمة أيضًا، ذكره بهما ابنُ الأثير في «نهايته»_ وبالفاء المُشدَّدة؛ وهو صوتُهما عند الوطْء عليهما، وذكره ابن قُرقُول في المهملة فقط، فقال: («دَفُّ نعليك»؛ بالفتح لا غير؛ أي: صوت مَشْيك فيها، وعند ابن السَّكَن: «دُوِيَّ» بضمِّ الدال، والمعنى قريب، وهو الصوت أيضًا)، انتهى، وقد تَقَدَّم [خ¦1149].