التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب مناقب عبد الله بن مسعود

          قوله: (بابُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ☺): هو عبد الله بن مسعود بن غَافِل _بالغين المعجمة وبعد الألف فاءٌ مكسورة_ ابن حَبيب بن شَمْخِ بن فَارِ _بالفاء وتخفيف الراء_ ابن مخزوم بن صَاهِلة _بالصَّاد المهملة_ ابن كاهَل _قال السُّهيلي: (قيَّده الوَقَّشيُّ بفتح الهاء من «كاهَل»؛ كأنَّه سُمِّي بالفعل من كاهَلَ يُكَاهِلُ...) إلى آخره، انتهى_ ابن الحارث بن تميم بن سعد بن هُذَيل بن مدُرْكِة بن إلياس بن مُضَر بن نزار الهُذَليُّ، حليف بني زُهْرة، ومسعود لم يُسلِم؛ فليُعلَم، فإنِّي رأيت كثيرًا ممَّن لا يعرف الأحوال إذا ذكر ابن مسعود يترضَّى عنهما، وإنَّما أسلمت أمُّه أمُّ عَبْد، وقد تَقَدَّم الكلام عليها في (مناقب عَمَّار وحذيفة)، وهي من المهاجِرات ♦ [خ¦3742].
          كنية ابن مسعود أبو عبد الرحمن، توفِّي بالكوفة سنة ثنتين وثلاثين، وقيل غير ذلك، وقيل: عاد إلى المدينة، أسلم قديمًا حين أسلم سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل قبل عمر بن الخَطَّاب بزمان، جاء عنه قال: (لقد رأيتُني سادس ستَّةٍ ما على الأرض مسلمٌ غيرنا)، رواه الطبرانيُّ بإسناده، هاجر إلى الحبشة، ثمَّ إلى المدينة، وشهد المشاهد معه ◙.
          فائدة شارِدة: لابن مسعود ثلاثةُ بنينَ: عبد الرحمن، وبه كان يُكنَى، وعتبة، وأبو عُبيدة، واسمه عامر، وقيل: اسمه كنيته، واتَّفقوا على أنَّ أبا عُبيدة لم يسمع أباه، ورواياته عنه كثيرة في «السُّنن الأربعة»، وليس له عنه في «البُخاريِّ» و«مسلم» شيءٌ، وأمَّا عبد الرحمن؛ فقال ابن المَدينيِّ والأكثرون: سمع أباه، وقال ابن حنبل: توفِّي ابن مسعود ولابنه عبد الرحمن ستُّ سنين، وقال يحيى: لم يسمع أباه، والله أعلم، وأمَّا ابنه عتبة؛ فلا أعرفُ له ترجمة، ولم أرَه في «تذهيب الذَّهبيِّ»، ولا «كاشفِه»، ولا في «الميزان»، ولا في «رجال مسند أحمد»، ولا في «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتِم، ولا في «ثقات ابن حِبَّان»، ولا في «ثِقاتِ العجليِّ»، والله أعلم.
          فائدة: في «سيرة مغلطاي الصُّغرى»: أنَّ ابن مسعود أوَّل مَن جَهَرَ بالقرآن.