التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة

          قوله: (بابُ مَنَاقِبِ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ): هو سالم بن عُبيد بن ربيعة، كذا نسبه ابن منده، وقال أبو نعيم: (هذا وَهَمٌ فاحشٌ)، وقال غيره: هو سالم بن مَعْقِل، وهو مولى أبي حذيفة بن عتبة ابن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيٍّ القرشيُّ العبشميُّ، كان سالم من أهل فارس من إصْطَخْرَ _وإصطخر: بهمزة مكسورة، ويقال: بفتحها، والنِّسبة إليها: إصْطَخْريٌّ، وإصْطَخْرَزيٌّ؛ بزيادة زاي، رأيت ذلك في كلام الصَّغانيِّ في كتابٍ له في اللُّغة لطيفٍ، وفيه قراءاتٌ شاذَّةٌ_ أعتقته مولاتُه ثُبَيْتَة امرأة أبي حذيفة، وثُبَيْتَة _بثاء مثلَّثة مضمومة، ثمَّ موحَّدة مفتوحة، ثمَّ ياء مثنَّاة ساكنة، ثمَّ تاء مثنَّاة من فوق مفتوحة، ثمَّ تاء التأنيث_ بنت يعار _بمثنَّاة تحت_ صحابيَّةٌ، ذكرها ابن عبد البَرِّ وغيرُه، وقيل: اسم مُعتِقته سلمى بنت تعار؛ بالمثنَّاة فوق، وقيل: سلمى بنت يعار؛ بالمثنَّاة تحت، قال الذَّهبيُّ في «تجريد الصَّحابة»: (مجهولة)، انتهى، وقيل: اسمها عمرة بنت يعار، وعمرة هذه ذكرها الذَّهبيُّ في «تجريده» في الصَّحابة، فقال: (عمرة)، لكن قال: (بنت يسار الأنصاريَّة امرأة أبي حذيفة) انتهى، وقال السُّهيليُّ في (هجرة عمر وعيَّاش): (وذَكَرَ المرأة التي أعتقته سائبةً، وهي ثُبَيْتَة بنت يعار، وقد قيل في اسمها: بُثينة، ذَكَره أبو عمر، وذَكَرَ عن الزُّهريِّ أنَّه كان يقول فيها: بنت تعار، وقال ابن قتيبة في «المعارف»: اسمها سلمى، / ويقال في اسمها أيضًا: عَمرة)، انتهى، وذكر شيخنا: (أنَّها سلمى، وقيل: ثُبَيْتَة بنت يعار، وقال أبو عمر: عمرة بنت يعار)، انتهى.
          هاجر سالم إلى المدينة قبل مقدمه ◙، فكان يؤمُّ المهاجرين بها؛ لأنَّه كان أكثرَهم قرآنًا، مناقبه جمَّة، قُتِل يوم اليمامة شهيدًا، وقد تَقَدَّم متى كانت وقعة اليمامة، وكانت سنة اثنتي عشرة في خلافة الصِّدِّيق ☺ [خ¦2845].