التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن الله سبحانه بعث محمدًا بالحق وأنزل عليه الكتاب

          3696- قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ): تَقَدَّم أنَّ (شَبِيبًا) بفتح الشِّين المعجمة، وكسر الموحَّدة، والباقي معروفٌ، بل كلُّه معروفٌ عند أهله، وكذا (يُونُس): هو ابنٌ يزيدَ الأيليُّ، تَقَدَّم مِرارًا، و(ابْنُ شِهَابٍ): تَقَدَّم كذلك أنَّه محمَّدُ بنُ مسلمٍ، و(عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَدِيِّ(1) بْنِ الْخِيَارِ): تَقَدَّم أنَّه بكسر الخاء المعجمة، وبالمثنَّاة تحت المخفَّفة، وفي آخره راء؛ كالخِيار الذي يُؤكَل، وكذا تَقَدَّم (الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ) قريبًا وبعيدًا أنَّه بكسر الميم، وإسكان السين، وأنَّه صحابيٌّ صغيرٌ، وتَقَدَّم أنَّ مَخْرَمةَ صحابيٌّ أيضًا، و(يَغُوثُ): بفتح المثنَّاة تحتُ، وضمِّ الغين المعجمة، وبعد الواو ثاءٌ مثلَّثة، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (قَالَا: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَلِّمَ عُثْمَانَ لأَخِيهِ الْوَلِيدِ؟): وفي رواية: (أن تُكلِّم خالك عثمان) [خ¦3872]، وسأذكر في نسب عُبَيد الله بن عَدِيِّ بن الخِيَار في (هجرة الحبشة) كيف عثمان خال عُبَيد الله بن عَدِيِّ ابن الخِيَار [خ¦3872]، وعُبَيد الله تابعيٌّ، وقوله: (لأخيه الوليد)؛ أي: لأجل أخيه الوليد، وهو الوليدُ بنُ عقبةَ بنِ أبي مُعَيط، واسمُ أبي مُعَيط: أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مَناف، وهو أخو عثمان لأمِّه، أمُّهما أروى كما قدَّمتُه في عثمان [خ¦62/7-5553]، و(الوليد) صحابيٌّ، كنيتُه أبو وَهْبٍ، ترجمتُه معروفةٌ ☺.
          قوله: (قَالَ مَعْمَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ): (مَعْمَر): هو ابنُ راشدٍ، وهو بفتح الميمَين، بينهما عينٌ مهملة، وحديث مَعْمَر قد رواه البُخاريُّ في (هجرة النَّبيِّ صلعم) [خ¦3927] وفي (هجرة الحبشة) [خ¦3872] عن عبد الله بن محمَّد، عن هشام بن يوسف، عن مَعْمَر، عن الزُّهريِّ به، والله أعلم، و(أُراه)؛ بضمِّ الهمزة؛ أي: أظنُّه، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (إِذْ جَاءَ رَسُولُ عُثْمَانَ): رسول عثمان إلى عُبيد الله بن عديِّ بن الخِيَار لا أعرفه.
          قوله: (وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ): هو بفتح تاء (كنتَ) على الخطاب لعثمان، وكذا (فَهَاجَرْتَ)، وكذا (وَصَحِبْتَ)، وكذا (وَرَأَيْتَ).
          قوله: (الْهِجْرَتَيْنِ الأولَيَيْن) يعني: الأولى: إلى الحبشة، والثانية: إلى المدينة.
          قوله: (وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ): هو بفتح الهاء، وإسكان الدال المهملة: الطريقة، والمذهب، والسَّمت.
          قوله: (أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صلعم): هو بفتح تاء المخاطب، وعثمان يخاطب عُبيد الله، وقد قدَّمتُ قُبيل هذا أنَّه تابعيٌّ.
          قوله: (خَلَصَ إليَّ من عِلْمِه...) إلى آخره: يعني: الشيء اليسير.
          قوله: (أَمَّا بَعْدُ): تَقَدَّم الكلام على إعرابها، وعلى أوَّل من قالها في أوَّل هذا التعليق [خ¦7].
          قوله: (فَكُنْتُ): هو بضمِّ تاء المتكلِّم يقوله عثمان ☺، وكذا (وَآمَنْتُ)، وكذا (وَصَحِبْتُ)، وكذا (وَبَايَعْتُه)، وكذا (مَا عَصَيْتُهُ)، وكذا (وَلَا غَشَشْتُهُ).
          قوله: (ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ مِثْلُـَهُ): يجوز في لام (مثله) النَّصب والرَّفع، وكذا في (عُمَرُ مِثْلُـَهُ)، وإعرابهما ظاهرٌ.
          قوله: (أَمَّا مَا ذَكَرْتَ): (أمَّا)؛ بفتح الهمزة، وتشديد الميم. /
          قوله: (فَجَلَدَهُ ثَمَانِينَ): قال الحافظ الدِّمياطيُّ: (هذا مخالفٌ لما رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه من حديث عبد العزيز بن المختار بالسند إلى عليٍّ: أنَّه جلده عبدُ الله بن جعفر، وعليٌّ يَعُدُّ، فلمَّا بلغ أربعين؛ قال عليٌّ: «أَمسِكْ، جلد النَّبيُّ صلعم أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وعُمر ثمانين، وكلٌّ سُنَّة»)، قال: (وقد أعاده البُخاريُّ في «هجرة الحبشة» بعد ذلك على الصواب مِن حديث مَعْمَر عن الزُّهريِّ، وقال فيه: «فجلد الوليد أربعين» [خ¦3872]) انتهى، وكذا قال بعض الحُفَّاظ المِصريِّين: (إنَّه أصحُّ) يعني: جلد أربعين، قال: (والذي شهد عليه بذلك أبو زينب الأزديُّ، وسعد بن مالك الأشعريُّ، وأبو مورِّع، وجندب الأزديُّ، روى ذلك عمر بن شبَّة عن المدائنيِّ، وذكر ابن عبد البَرِّ منهم حمران مولى عثمان، وذكر ابن حمدون في «تذكرته» منهم قبيصة بن جابر)، انتهى.
          وقال النَّوويُّ ☼ في «شرح مسلم» في (باب حد الخمر): (واعلم أنَّه وقع هنا في «مسلم» ما ظاهره أنَّ عليًّا جلد الوليد بن عقبة أربعين، ووقع في «صحيح البُخاريِّ» من رواية عُبيد الله بن عديِّ ابن الخِيَار: أنَّ عليًّا جلده ثمانين، وهي قضيَّة واحدة، قال القاضي عياض: المعروف من مذهب عليٍّ الجلد في الخمر ثمانين، ومنه قوله: «في قليل الخمر وكثيره ثمانون جلدةً»، وروي: أنَّه جلد المعروف بالنَّجاشيِّ ثمانين، [قال: والمشهور أنَّ عليًّا ☺ هو الذي أشار على عمر بإقامة الحدِّ ثمانين]، كما سبق عن رواية «الموطأ» وغيره، وهذا كلُّه يرجِّح رواية مَن روى: أنَّه جلد الوليد ثمانين، قال: ويُجمَع بينه وبين ما ذكره مسلمٌ من رواية الأربعين ما روي: أنَّه جلده بسوطٍ له رأسان، فضربه برأسَيه أربعين؛ فتكون جملتها ثمانين)، قال: (ويحتمل أن يكون «وهذا أحبُّ إليَّ» عائدًا إلى الثمانين التي فعلها عمر، فهذا كلام القاضي، وقد قدَّمنا ما يخالفُ بعض ما قاله، وذكرنا تأويله، والله أعلم)، انتهى.
          قوله في أصل الحديث _وسيأتي_: (وكلٌّ سُنَّة) معناه: أنَّ فعل النَّبيِّ صلعم وأبي بكر سُنَّة يُعمَل بها، وفعل عُمر، قاله النَّوويُّ.


[1] في (أ): (بن عبد الله)، ولعله سبق قلم، والمثبت موافق لما في «اليونينيَّة» و(ق).