التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه

          3695- قوله: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ...) إلى آخره: أمَّا (حماد)؛ فهو ابنُ زيدٍ، وقد تَقَدَّم غيرَ مرَّةٍ أنَّ حمادًا إذا أطلقه سليمانُ بنُ حربٍ _الراوي هنا عن حمَّاد_ أو عارمٌ محمَّدُ بن الفضل؛ فهو ابنُ زيدٍ، وإن أطلقه موسى بنُ إسماعيلَ التَّبوذكيُّ أو عَفَّانُ أو حجَّاجُ بن مِنْهَال؛ فهو ابنُ سَلَمة، وكذا إذا أطلقه هُدْبةُ بنُ خالدٍ [خ¦142]، و(أيُّوب): هو ابنُ أبي تميمةَ السَّخْتِيَانيُّ، و(أبُو عُثْمَانَ): هو النَّهْديُّ عبدُ الرَّحْمَن ابنُ مَلٍّ، وقد تَقَدَّم ضبطُ (مَلٍّ) قريبًا [خ¦3693] وبعيدًا [خ¦526]، و(أبُو مُوسَى): عبدُ الله بن قيس بن سُلَيم ابن حَضَّارٍ الأشعريُّ، تَقَدَّم.
          قوله: (دَخَلَ حَائِطًا): تَقَدَّم أنَّه البستان [خ¦216]، وتَقَدَّم أنَّ هذا الحائط فيه بئر أريس، وكذا تَقَدَّم أنَّ الرجل الأول بشَّره أيضًا بالجنَّة وبالخلافة، وكذا الثاني والثالث [خ¦3674].
          قوله: (هُنَيَّة): تَقَدَّم أنَّها تصغير (هنة)، وأنَّ (هُنَيَّة) كُتِبَ بالهمزة، وهي بضمِّ الهاء، وفتح النون، وتشديد الياء المثنَّاة تحت، قال النَّوويُّ: (ومن همز؛ فقد أخطأ) [خ¦744].
          قوله: (قَالَ حَمَّادٌ: وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ وَعَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ...) إلى آخره: أمَّا (حمَّادٌ)؛ فهو ابن سَلَمة، وكذا هو في نسخةٍ في طرَّة أصلنا، والذي في «أطراف المِزِّيِّ» في عدَّة أماكنَ: حمَّاد بن زيدٍ، وقد أخرجه البُخاريُّ قُبَيْلَ هذا عن سليمانَ بنِ حربٍ، عن حمَّاد بن زيدٍ، كما أوضحتُه أنا أعلاه، قال المِزِّيُّ: (عن أيُّوبَ، وعاصمٍ الأحولِ، وعليِّ بن الحكم؛ أربعتُهم [عنه به])؛ يعني: ومع الثلاثة عثمان بن غياث، ثمَّ قال: (وفي حديث عاصمٍ زيادة: أنَّ النَّبيَّ صلعم كان قاعدًا في مكانٍ فيه ماءٌ...)؛ فذكره، وكذا أخرجه مسلمٌ من طريق حَمَّاد بن زيد، وكذا التِّرمذيُّ، والله أعلم، وقال شيخُنا فيه: (هذا أسنده عبدُ الله بن أحمد في «فضائل عثمان ☺» عن هُدْبَة، عن حَمَّاد بن سلمة، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أبي موسى، [وعلي بن الحكم البناني، حدَّثنا أبو عثمان... فذكره]).
          وهذا ليس تعليقًا، بل هو معطوفٌ على السَّند قبله مع زيادةٍ في حديث عاصمٍ الأحولِ، والله أعلم، قال بعضُهم: ([قيل]: هذه الزِّيادة هنا وهَمٌ، وإنَّما ذلك في واقعةٍ كانت في بيته صلعم) انتهى، وصدق؛ لأنَّ في «مسلمٍ» في (مناقب عثمان): (كان رسولُ الله صلعم مضطجعًا في بيته كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر...)؛ فذكر القصَّة؛ انتهى.
          تنبيهٌ: في «مسند أحمد ابن حنبل» بسنده [عن عائشة]: (أنَّ رسول الله صلعم كان جالسًا كاشفًا عن فخذه، فاستأذن أبو بكر...)؛ فذكر الحديث، وروى أيضًا الإمامُ أحمدُ بإسناده عن حفصةَ بنتِ عُمَرَ قالت: (دخل عليَّ رسولُ الله صلعم ذاتَ يومٍ، فوضع ثوبَه بين فخِذيه، فجاء أبو بكرٍ فاستأذن، فأذن له ورسولُ الله صلعم على هيئته...)؛ فذكر نحو حديث عائشة، وفيه: (فلمَّا كان عثمان فاستأذن؛ فتجلَّل بثوبِه).