التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب إيقاظ النبي أهله بالوتر

          ░3▒ بَابُ إِيْقَاظِ النَّبيِّ صلعم أَهْلَهُ بالوِتْرِ.
          997- ذَكَرَ فيه حديثَ عائشةَ: (كَانَ النَّبيُّ صلعم يُصَلِّي وَأَنَا رَاقِدَةٌ مُعْتَرِضَةً عَلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي، فَأَوْتَرْتُ).
          هذا الحديثُ أخرجهُ مُسلمٌ أيضًا، وفي روايةٍ: ((كَاعْتِرَاضِ الْجَنَازَةِ)). وفي روايةٍ: ((يُصَلِّي صَلَاتَهُ مِنَ اللَّيْلِ كُلَّهَا وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَينَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ)). وفي أُخرى: ((علَى الفِرَاشِ الَّذِي يَنَامَانِ عَلَيْهِ)).
          أمَّا حُكمُ البابِ وهو إيقاظُ الرَّجُلِ أهلَه للوِتْرِ فهو مطابقٌ لِمَا ترجَمَ له، وهُو امتثالٌ لِقول الربِّ جلَّ جلالُه: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} [طه:132].
          وفيه الصَّلاةُ على الفراشِ. وتنبيهُ النَّائِمِ للصَّلاةِ إذا خيفَ عليه خُروجُ الوقتِ. قال القُرطُبيُّ: ولا يَبْعُدُ أن يُقال: إنَّ ذلك واجبٌ في الصَّلاةِ الواجبةِ لأنَّ النائم وإنْ لم يكُنْ مُكَلَّفًا في حالِ نومِه لكِنَّ مانِعَهُ سريعُ الزَّوالِ، فهو كالغافِلِ ولا شكَّ أنَّهُ يجِبُ تنبيهُ الغافِلِ.
          وفيه اعتراضُ المرْأَةِ بينَ يدَيِ المصلِّي، وقد سَلَفَ ذلكَ في موضعِهِ. وفيه تأكيدُ الوِتْرِ والأمرُ به والمواظبةُ عليه. ومشروعيةُ الوِتْرِ في حَقِّ النِّساءِ. وفيه الوِتْرُ آخِرَ اللَّيلِ.