شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: المدينة طابة

          ░3▒ باب: الْمَدِينَةُ طَيْبَةٌ.
          فيه: أَبُو حُمَيْدٍ: (أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبيِّ صلعم مِنْ تَبُوكَ حَتَّى أَشْرَفْنَا على الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: هَذِهِ طَابَةٌ). [خ¦1872]
          قوله: (طَابَةٌ) مشتقَّة من الطِّيب، وزنها فَعلة، وقد يقال لها أيضًا: طيبة، وزنها فعلة، وهذان المثالان فعلة وفعلة متعاقبان على معنى واحد، كقولهم: عَيب وعاب، ودَيم ودام، ودَين ودَان، فاشتقَّ لها ◙ هذا الاسم من الطِّيب، وكره اسمها لما في لفظه من التَّثريب، وقد قال بعض أهل العراق: وأمر المدينة في ترابها وهوائها دليلٌ شاهدٌ وبرهانٌ على قوله ◙: ((إنَّها طيبة)) يبقى حبُّها وينصع طيبها، لأنَّ من دخلها وأقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحةً طيِّبةً ليس لها(1) اسم في الأرائج، وبذلك السَّبب طاب طينها، والمعجونات من الطِّيب فيها / أحدُّ رائحةٍ، وكذلك العود وجميع البخور يتضاعف طيبه في تلك البلدة على كلِّ بلدة استعمل ذلك الطِّيب بعينه فيها.


[1] قوله: ((ليس لها)) هكذا ترجحت قراءتنا لها من (ص) وكذا هي في التوضيح، وبيض لها في المطبوع.