عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من أخر الغريم إلى الغد أو نحوه ولم ير ذلك مطلا
  
              

          ░15▒ (ص) باب مَنْ أَخَّرَ الْغَرِيمَ إِلَى الْغَدِ أَوْ نَحْوِهِ وَلَمْ يَرَ ذَلِكَ مَطْلًا.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان حُكمِ مَن أخَّر مِن الحكَّام غريم شخصٍ؛ أي: أخَّر طلب حقِّه مِن غريمه إلى الغد.
          قوله: (أَوْ نَحْوِهِ) مثلًا إلى يومين أو ثلاثة، ونحو ذلك.
          قوله: (وَلَمْ يَرَ ذَلِكَ) أي: تأخيرَه إلى الغد ونحوه (مَطْلًا) أي: تسويفًا بالحقِّ.
          وهذه الترجمة ساقطة في رواية النَّسَفِيِّ، وحديثها كذلك؛ ولذلك لم يشرحها أكثر الشُّرَّاح.
          (ص) وَقَالَ جَابِرٌ: اشْتَدَّ الْغُرَمَاءُ فِي حُقُوقِهِمْ فِي دَيْنِ أَبِي، فَسَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صلعم أَنْ يَقْبَلُوا ثَمَرَ حَائِطِي، فَأَبَوْا، فَلَمْ يُعْطِهِمِ الْحَائِطَ وَلَمْ يَكْسِرْهُ لَهُمْ، فقَالَ: «سَأَغْدُو عَلَيْكَ غَدًا»، فَغَدَا عَلَيْنَا حِينَ أَصْبَحَ، فَدَعَا فِي ثَمَرِهَا بِالْبَرَكَةِ، فَقَضَيْتُهُمْ.
          (ش) مطابقته للترجمة في قوله: (سَأَغْدُو عَلَيْكَ غَدًا) وهذا التعليق قد أخرجه موصولًا فيما مضى عَن قريبٍ في (باب إذا قضى دون حقِّه أو حلَّله)، وفي الباب الذي يليه أيضًا، وفيه زيادة؛ وهي قوله: (وَلَمْ يَكْسِرْهُ لَهُمْ) وذكرها في (كتاب الهبة) ومعناه [...].