عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب
  
              

          ░47▒ (ص) بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ الرُّؤْيَا لأَوَّلِ عَابِرٍ إِذَا لَمْ يُصِبْ.
          (ش) أي: هذا بابٌ فيه مَن لم يَرَ... إلى آخره، وقال الكَرْمانيُّ: المعتبر في أقوال العابرين قول العابر الأَوَّل، فيُقبَل إذا كان مُصِيبًا في وجه العبارة، أَمَّا إذا لم يُصِبْ فلا يُقبَل؛ إذ ليس المدار إلَّا على إصابة الصواب، فمعنى التَّرجمة: مَن لم يعتقد أنَّ تفسير الرؤيا هو للعابر الأَوَّل إذا كان مُخْطِئًا، ولهذا قال صلعم للصِّدِّيق: «أخطأتَ بعضًا»، وقال بعضهم: كأنَّه يشير إلى حديث أنسٍ قال: قال رسول الله صلعم ... فذكر حديثًا فيه: «والرؤيا لأَوَّل عابرٍ»، وهو حديثٌ ضعيفٌ، فيه يزيد الرَّقَاشِيُّ، ولكن له شاهدٌ، أخرجه أبو داود والتِّرْمِذيُّ وابن ماجه بسندٍ حسنٍ، وصحَّحه الحاكم عن أبي رَزينٍ العُقَيْليِّ رفعه: «الرؤيا على رجل طائر ما لم تُعبَّر، فإذا عُبِّرت / وقعت» لفظ أبي داود، وفي رواية التِّرْمِذيِّ: «سقطت» انتهى.
          قُلْت: هذا الذي قاله غير مناسبٍ لمعنى التَّرجمة، يَفْهَمه مَن له أدنى إدراكٍ وذوقٍ.