عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الخضر في المنام والروضة الخضراء
  
              

          ░19▒ (ص) بَابُ الْخُضْرِ فِي الْمَنَامِ وَالرَّوْضَةِ الْخَضْرَاءِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان رؤية الخُضَر في المنام، و(الخُضْر) بِضَمِّ الخاء المُعْجَمة وسكون الضاد المُعْجَمة، جمع (أخضر) وهو اللَّون المعروف مِن أصول الألوان، ووقع في رواية النَّسَفِيِّ وأبي أحمد الجرجانيِّ: <باب الخضرة>.
          قوله: (وَالرَّوْضَةِ الْخَضْرَاءِ) قال القيروانيُّ: الروضة: التي لا يُعرَف نبتها تُعبَّر بالإسلام لنضارتها وحسن بهجتها، ويُعبَّر أيضًا بكلِّ مكانٍ فاضلٍ يُطاع اللهُ فيه، كقبر رسول الله صلعم وحِلَق الذكر وجوامع الخير وقبور الصالحين، وقال صلعم : «ما بين قبري ومنبري روضةٌ مِن رياض الجنَّة»، وقال: «ارتعوا في رياض / الجنَّة» يعني: حِلَق الذِّكر، وقال: «القبر روضةٌ مِن رياض الجنَّة أو حفرةٌ مِن حُفَر النار»، وقد تدلُّ الروضة على المصحف وعلى كتاب العلم، كقولهم: الكتب رياض الحكماء.