الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب: خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

          ░15▒ (بابٌ) بالتنوين (خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ) أي: الشخصِ المسلمِ، فهو على حذفِ الموصوفِ (غَنَمٌ) بالرفع، خبرُ: ((خيرُ)) وهو اسمُ جنسٍ جمعيٍّ، يُطلقُ على الضأنِ والمعزِ، ولا واحدَ له من لفظِهِ، بل من معناه، وهو: شاةٌ، وقد تُجمعُ على: أغنامٍ، كما في ((المصباح)).
          وقال العينيُّ: الغنمُ: اسمٌ مؤنَّثٌ موضوعٌ للجنسِ، يقعُ على الذُّكورِ وعلى الإناثِ، وعليهما جميعاً فإذا صغَّرتَها ألحقتَها الهاءَ، فقلتَ: غُنَيمةٌ؛ لأنَّ أسماءَ الجمُوعِ التي لا واحدَ لها من لفظِها إذا كانت لغيرِ الآدميينَ فالتأنيثُ فيها لازمٌ، انتهى، فليتأمل.
          (يَتْبَعُ) بفتحِ التحتيَّة والموحَّدة بينهما فوقيَّة ساكنة، وفي كثيرٍ من الأصُولِ: بتشديدِها، وإن اقتصرَ القسطلانيُّ على سكونِها (بِهَا) أي: بالغنمِ (شَعَفَ الْجِبَالِ) بفتحِ الشِّين المعجمةِ والعين المهملةِ وبالفاء، جمعُ: شَعَفةٍ _بفتحات_،وهي: أعلى كلِّ شيءٍ، وتُجمعُ أيضاً على: شِعافٍ _بكسرِ الشِّين_،و((الجبال)) بكسرِ الجيم، جمعُ: جبلٍ _بفتحتين_.
          قال في ((المصباح)): الجبلُ: معروفٌ، والجمعُ: جِبَالٌ وأجبُلٌ، قال بعضُهم: ولا يكونُ جبَلاً إلا إذا كان مستَطيلاً.
          تنبيه: قال في ((الفتح)): ثبتَتْ هذه الترجمةُ / لأكثرِ الرُّواةِ، وسقطَتْ من روايةِ النَّسفيِّ، ولم يذكُرْها الإسماعيليُّ أيضاً، وهو اللَّائقُ بالحالِ؛ لأنَّ الأحاديثَ التي تلي حديثَ أبي سعيدٍ ليس فيها ما يتعلَّقُ بالغنمِ إلا حديثَ أبي هريرةَ المذكورَ بعده، انتهى.
          أي: بل ما عداهما يتعلقُ بالبابِ قبل هذا المناسبِ ذِكرُه لبدءِ الخلقِ، فافهم.