نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من خرج من اعتكافه عند الصبح

          ░13▒ (بابُ مَنْ خَرَجَ مِنَ اعْتِكَافِهِ عِنْدَ الصُّبْحِ) أي: إذا أراد اعتكاف اللَّيالي دون الأيَّام، وسبيل من أراد ذلك؛ أي: يدخل قبيل غروب الشَّمس ويخرج بعد طلوع الفجر، فإن أراد اعتكاف الأيَّام واللَّيالي معاً فيدخل قبل غروب الشَّمس ويخرج بعد غروب الشَّمس أيضاً.
          وقد وقع في حديث الباب كما سيأتي: ((فلمَّا كان صبيحة عشرين نقلنا متاعنا)) [خ¦2040] وهو يشعر بأنَّهم اعتكفوا اللَّيالي دون الأيَّام. وحمله المهلَّب على نقل أثقالهم وما يحتاجون إليه من آلة الأكل والشُّرب والنَّوم؛ إذ لا حاجة لهم بها في ذلك اليوم، فإذا كان المساء خرجوا خفافاً، قال: ولذلك قال: ((نقلنا متاعنا)) ولم يقل: خرجنا.
          وقد سبق في باب تحرِّي ليلة القدر من وجه آخر: ((فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة، ويستقبل إحدى وعشرين رجع)) [خ¦2018]. وبذلك يجمع بين الطَّريقين، فإنَّ القصَّة واحدة والحديث واحد، وهو حديث أبي سعيد ☺.