نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة.

          6940- (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) بضم الموحدة، قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) أي: ابن سعدٍ الإمام (عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ) من الزِّيّادة الجمحيّ الإسكندرانيّ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ) اللَّيثيّ المدنيّ (عَنْ هِلاَلِ بْنِ أُسَامَةَ) هو: هلالُ بن عليّ بن أسامة العامريّ المدنيّ، نسب إلى جدِّه، ويقال له: هلال بن أبي هلال (أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) أي: ابن عوفٍ ☺ (أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلاَةِ) أي: في قنوت الصَّلاة، وتقدَّم في ((تفسير سورة النِّساء)) [خ¦6393] من وجهٍ آخر عن أبي سلمة بمثل هذا الحديث وزاد أنَّها صلاة العشاء، وفي ((كتاب الصَّلاة)) [خ¦803] من طريق شعيب عن الزُّهريّ عن أبي بكر بن عبد الرَّحمن وأبي سلمة: أنَّ أبا هريرة كان يكبِّر في كلِّ صلاةٍ، الحديث، وفيه قال أبو هريرة: وكان رسولُ الله صلعم حين يرفعُ رأسه يقول: ((سمعَ الله لمن حمده، ربَّنا ولك الحمد يدعو لرجالٍ فيسمِّيهم بأسمائهم))، فذكر مثل حديث الباب، وزاد: ((وأهل المشرق يومئذٍ من مضر مخالفون له)).
          وفي ((الأدب)) [خ¦6200] من طريق سفيان بن عيينة عن الزُّهريّ عن سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرة ☺ قال: لمَّا رفع رسول الله صلعم رأسه من الرُّكوع قال:
          (اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ) بفتح المهملة وتشديد التّحتيّة وبالشّين المعجمة، أخا أبي جهلٍ لأمِّه، وهمزة أَنج _همزة قطع مفتوحة_ (وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ) أخا أبي جهلٍ (وَالْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ) ابن عمِّ أبي جهلٍ (اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) من ذكر العامّ بعد الخاصّ، ثمَّ ذكر من حال بينهم وبين الهجرة فقال:
          (اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ) بفتح الواو وسكون الطّاء المهملة، هي: الدَّوس بالقدم وهاهنا مجازٌ عن الأخذ بالقهر والشِّدَّة والعقوبة (عَلَى مُضَرَ) أي: على كفَّار قريشٍ، ومُضَر _بضم الميم وفتح الضّاد المعجمة_ أبو قريش (وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ) مجدبة (كَسِنِي يُوسُفَ) ◙ / ، ومطابقة الحديث للتَّرجمة أنَّ هؤلاء الَّذين كان النَّبي صلعم يدعو لهم كانوا مكرهين على الإقامة في مكَّة، أو من حيث إنَّ المستضعف لا يكون إلَّا مكرهاً، ومفهومه أنَّ الإكراه على الكفر لو كان كفراً لمَّا دعا لهم وسمَّاهم مؤمنين.
          وقد سبق الحديث في مواضع ((كسورة النِّساء)) [خ¦4598]، و((كتاب الأدب)) [خ¦6200].