إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر

          6336- وبه قال: (حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ) بضم العين، ابن الحارث بن سَخْبرة الأزديُّ الحوضيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (سُلَيْمَانُ) بن مهران الأعمشُ (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيق بنِ سلمة (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ ☺ ، أنَّه (قَالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلعم قَسْمًا) بفتح القاف وسكون السين، غنائمَ حُنينٍ فآثرَ ناسًا في القسمةِ أعطى الأقرعَ بن حابسٍ مئةً من الإبل، وأعطى عُيينة بن حصنٍ مئةً من الإبل، وأعطى ناسًا من العرب استئلافًا لهم [خ¦3150] (فَقَالَ رَجُلٌ) اسمه: معتِّبُ بن قُشيرٍ المنافق كما عند الواقديِّ(1): (إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ) بضم همزة «أُريد» مبنيًّا للمفعول.
          قال ابن مسعودٍ ☺ : (فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلعم ) بذلك (فَغَضِبَ، حَتَّى رَأَيْتُ الغَضَبَ) أي: أثرهُ (فِي وَجْهِهِ) وفي «باب الصَّبر على الأذى» من «كتاب الأدب» [خ¦6100] «وتغيَّر وجهه» (وَقَالَ: يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا) الَّذي قاله هذا الرَّجل (فَصَبَرَ) وأشار بقوله: «لقد أوذي موسى بأكثر من هذا» إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى}[الأحزاب:69] و(2)أذى موسى ◙ هو حديثُ المومسة الَّتي راودها قارون على قذفهِ بنفسِها حتَّى كان ذلك سببَ هلاك قارون، أو اتِّهامهم إيَّاه بقتلِ هارون، فأحياهُ الله فأخبرهم ببراءةِ موسى، أو قولهم: هو آدر. وفي الحديث: أنَّ أهل الفضل قد يُغضبهم ما يُقال فيهم‼ ممَّا(3) ليس فيهم ومع ذلك(4) فيتلقَّونه بالحلم، كما فعل النَّبيُّ صلعم اقتداءً بموسى ◙ ، والمراد من الحديث هنا قوله: «يرحم الله موسى»(5) فخصَّه بالدُّعاء، فهو مطابقٌ لأحد جزأي التَّرجمة، والله أعلم.


[1] في (ع) و(ب): «الواحدي».
[2] «و»: ليست في (ع).
[3] في (ص) و(ل): «ممَّن».
[4] قوله: «ومع ذلك»: ليس في (د).
[5] قوله: « ◙ ، والمراد من الحديث هنا: قوله: يرحم الله موسى»: ليس في (د).