إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما هذه النار على أي شيء توقدون؟

          6331- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابنُ مسرهدٍ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بن سعيدٍ القطَّان (عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ) أبي خالدٍ (مَوْلَى سَلَمَةَ) بن الأكوع قال: (حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ) ☺ ، أنَّه (قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلعم إِلَى خَيْبَرَ، قَالَ) ولأبي ذرٍّ: ”فقال“ (رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ) لم يُعرف اسمه لعامر بنِ الأكوع‼ وهو عمُّ سلمة: (أَيَا عَامِرُ) وفي نسخةٍ: ”أيْ عامرُ“ (لَوْ أَسْمَعْتَنَا(1) مِنْ هُنَيْهَاتِكَ) بضم الهاء وفتح النون وبعد التَّحتية الساكنة هاء أخرى، جمع: هُنيهة، ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ: ”هنيَّاتك“ بتشديد التَّحتية بعد النون من غير هاء ثانية، من أراجيزك القصار (فَنَزَلَ) عامرٌ (يَحْدُو بِهِمْ يُذَكِّرُ) بفتح الذال المعجمة وتشديد الكاف المكسورة (تَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا) يقول ذلك وما بعده من المصاريعِ الأخرى نحو / : «ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا».
          قال يحيى القطَّان: (وَذَكَرَ) يزيد بن أبي عُبيدٍ (شِعْرًا غَيْرَ هَذَا، وَلَكِنِّي لَمْ أَحْفَظْهُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : مَنْ هَذَا السَّائِقُ) للإبلِ؟ (قالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ، قَالَ) رسول الله صلعم : (يَرْحَمُهُ اللهُ) وكانوا قد عرفوا أنَّه صلعم ما استرحم لإنسانٍ قطُّ في غزاةٍ يخصُّه إلَّا استشهدَ (وقال) ولأبي ذرٍّ: ”فقال“ (رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ) هو عمرُ بن الخطَّاب: (يَا رَسُولَ اللهِ لَوْلَا) هلا (مَتَّعْتَنَا بِهِ) أي: وجبت له الجنَّة بدعائك وهلَّا تركته لنا (فَلَمَّا صَافَّ) المسلمون (القَوْمَ قَاتَلُوهُمْ، فَأُصِيبَ عَامِرٌ) الحادي (بِقَائِمَةِ سَيْفِ نَفْسِهِ) لأنَّه كان قصيرًا، فتناولَ به ساقَ يهوديٍّ ليضربهُ فرجعَ ذباب السَّيف، فأصابَ عينَ ركبة نفسه (فَمَاتَ) ☺ (فَلَمَّا أَمْسَوْا) مساء اليوم الَّذي فُتحت عليهم خيبر (أَوْقَدُوا نَارًا كَثِيرَةً فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : مَا هَذِهِ النَّارُ؟ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟ قالُوا): نوقدها (عَلَى) لحم (حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ، فَقَالَ) صلعم : (أَهْرِيقُوا) بهمزة مفتوحة وسكون الهاء، أي: أريقوا (مَا فِيهَا وَكَسِّرُوهَا) بتشديد السين المهملة، ولأبي ذرٍّ: ”هَريقوا“ بإسقاط الهمزة وفتح الهاء، و”أَكسروها“ بهمزة قطع مفتوحة (قالَ رَجُلٌ) لم يسمَّ، أو هو عمر بن الخطَّاب ☺ : (يَا رَسُولَ اللهِ) ولأبي ذرٍّ: ”يا نبيَّ الله“ (أَلَا) بالتَّخفيف (نُهَرِيقُ) بضم النون وفتح الهاء، أي: نريقُ (مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ) صلعم : (أَوْ ذَاكَ) بإسكان الواو في الفرع حرف عطف والمعطوف عليه محذوفٌ، أي: افعلوا الإراقةَ والغسل، ولا تكسروا القدورَ؛ لأنَّها تَطهُر بالغسل. وقال في «التَّنقيح»: «أوَذاك» _بفتح الواو_ على معنى التَّقرير.
          والحديثُ سبق في «غزوةِ خيبر» [خ¦4196] وغيرها [خ¦6148].


[1] في (ص): «استمعنا».