إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ألا تريحني من ذي الخلصة

          6333- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عُيينة (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) ابن أبي خالدٍ الأحمسيِّ الكوفيِّ (عَنْ قَيْسٍ) هو ابنُ أبي حازمٍ، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا) بفتح الجيم وكسر الراء، ابن عبد الله الأحمسيَّ الكوفيَّ(1) البجليَّ ☺ (قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلعم : أَلَا) بالتَّخفيف (تُرِيحُنِي) بالراء والحاء المهملتين، من الإراحة (مِنْ ذِي الخَلَصَةِ؟) بالخاء المعجمة واللام والصاد المهملة المفتوحات (وَهْوَ نُصُبٌ) بضم النون والصاد المهملة، صنمٌ أو حجرٌ (كَانُوا يَعْبُدُونَهُ) من دونِ الله (يُسَمَّى الكَعْبَةَ اليَمَانِيَةَ) بالتَّخفيف، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”كعبة اليمانيَّة(2)“ (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي رَجُلٌ لَا أَثْبُتُ عَلَى الخَيْلِ) أي: أسقطُ لعدم اعتيادِي ركوبها، أو(3) كان يخاف السُّقوط عنها حالة جريها (فَصَكَّ) بالصاد المهملة المفتوحة، فضرب صلعم (فِي صَدْرِي، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ) فدعا له صلعم بأكثر ممَّا طلب، وهو الثُّبوت مطلقًا (وَاجْعَلْهُ هَادِيًا) لغيرهِ، حال كونه (مَهْدِيًّا) في نفسهِ (قَالَ) جريرٌ: (فَخَرَجْتُ فِي خَمْسِينَ) زاد أبو ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”فارسًا“ (مِنْ أَحْمَسَ مِنْ قَوْمِي) قال عليُّ ابن المدينيِّ: (وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ) بن عُيينة: (فَانْطَلَقْتُ فِي عُصْبَةٍ) ما بين عشرةٍ إلى أربعين رجلًا(4) (مِنْ قَوْمِي) أحمس (فَأَتَيْتُهَا) أي: ذا الخَلَصة / (فَأَحْرَقْتُهَا) وكان ذلك أوَّل ما استُجيب من دعائهِ له(5) صلعم ، وذلك أنَّه عملَ في ذلك هو والخمسون ما لا يعمله خمسةُ آلافٍ (ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلعم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا) أي: ذا الخلصة (مِثْلَ الجَمَلِ الأَجْرَبِ) أي: المطليِّ بالقطران، فكأنَّ التَّشبيه باعتبار السَّواد الحاصل بالإحراقِ (فَدَعَا) صلعم (لأَحْمَسَ وَخَيْلِهَا) وفي «المغازي» [خ¦4356] «فبرَّك على خيلِ أحمس ورجالها خمس مرَّاتٍ».
          والحديثُ سبق في «المغازي» [خ¦4356].


[1] «الكوفي»: ليست في (ص) و(د).
[2] في (د): «كعبة يمانية».
[3] في (ع) و(د): «و».
[4] «رجلًا»: ليست في (د).
[5] «له»: ليست في (ع).