إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: غزونا مع النبي سبع غزوات أو ستًا

          5495- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ) هشام بنُ عبد الملك الطَّيالسيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ) بفتح التحتية وسكون المهملة وضم الفاء وبعد الواو راء منصرفًا، اسمه: وَفْدَان _بفتح الواو وسكون الفاء بعدها دال مهملة فألف فنون_ وقيل: وافد، وهو الأكبرُ لا الأصغر عبد الرَّحمن بن عبيد لأنَّ الأصغر _كما قال ابنُ أبي حاتم_ لم يسمعْ من ابنِ أبي أوفى بخلاف الأكبرِ كما (قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى) عبد الله ( ☻ (1) قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلعم سَبْعَ غَزَوَاتٍ _أَوْ: سِتًّا_) بالشَّكِّ، قال في «الفتح»: من شعبة (كُنَّا نَأْكُلُ مَعَهُ) صلعم (الجَرَادَ) وزاد أبو نُعيم في «الطب»: «ويأكله(2) معنا»، وقد نقل النَّوويُّ الإجماع على حلِّ أكل الجرادِ، وخصَّه ابن العربيِّ بغير جرادِ الأندلس لما فيه من الضَّرر المحضِ.
          وفي حديث سلمان عندِ أبي داود: أنَّ النَّبيَّ صلعم سئل عن الجرادِ فقال: «لا آكلُهُ ولا أحرِّمه» لكن الصَّواب أنَّه مرسل.
          وعن(3) أحمد: إذا قتلَه البردُ لم يؤكل. وملخَّص مذهب مالك: إن قطعت رأسه حلَّ / وإلَّا فلا. وعند البيهقيِّ من حديث أبي أمامة الباهليِّ ☺ : أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «إنَّ مريمَ ابنة عمران سألتْ ربَّها أن يُطْعمها لحمًا لا دمَ له فأطعمَهَا الجرادَ». وفي «الحلية»‼ في ترجمة يزيد بن ميسرة: كان(4) طعامُ يحيى بن زكريا ╨ الجرادَ وقلوب الشَّجر؛ يعني(5): الَّذي ينبت في وسطها غضًّا طريًّا قبل أن يَقوى، وكان يقول: من أنْعَمُ منك يا يحيى، وطعامُك الجرادُ وقلوبُ الشَّجر.
          (قَالَ سُفْيَانُ) الثَّوريُّ ممَّا وصله الدَّارميُّ عن محمَّد بن يوسف (وَأَبُو عَوَانَةَ) الوضَّاح اليشكريُّ فيما وصله مسلم، ولأبي ذرٍّ: ”وقال أبو عوانة“ (وَإِسْرَائِيلُ) فيما وصله الطَّبرانيُّ(6) (عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ) وفدان (عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى) عبد الله: (سَبْعَ غَزَوَاتٍ) وحمله الحافظ ابنُ حَجر على أنَّ أبا يعفور كان جزمَ مرَّةً بالسَّبع ثمَّ شكَّ، فجزم بالسِّتِّ إذ هي(7) المتيقَّن.


[1] في (د): «عنه».
[2] في (م): «يأكل».
[3] في (د): «وعند».
[4] في (د): «وكان».
[5] في (م) زيادة: «أن».
[6] في (د): «الطبري».
[7] في (م) و(د): «هو».