إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا بذراع

          7320- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ) الرَّمليُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ) بضمِّ العين: حفص ابن ميسرة (الصَّنْعَانِيُّ، مِنَ اليَمَنِ) لا من صنعاء الشَّام (عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ) بالتَّحتيَّة والمهملة مخفَّفةً (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) سعد بن مالكٍ (الخُدْرِيِّ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ) بفتح السِّين، أي: طريق من (كَانَ قَبْلَكُمْ) وسقط لفظ(1) «كان» لأبي ذرٍّ (شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ) بباء الجرِّ في «بذراعٍ» فقط، وللكُشميهنيِّ: ”شبرًا بشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ“(2) كذا في الفرع كأصله وقال في «الفتح»: «قوله: شبرًا شبرًا(3) وذراعًا ذراعًا(4)»، وفي رواية الكُشْمِيهَنيِّ: ”شبرًا بشبرٍ(5) وذراعًا بذراعٍ“ عكس الذي قبله (حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ) بضمِّ الجيم وسكون الحاء المهملة، والضَّبُّ: بالضَّاد المعجمة بعدها موحَّدةٌ مشددةٌ، وهو الحيوان البرِّيُّ المعروف، يشبه الورل، وقد قيل: إنَّه يعيش سبع مئة سنةٍ فصاعدًا، ويبول في كلِّ أربعين يومًا قطرةً، ولا تسقط له سِنٌّ(6)، وخُصَّ جُحْرُه بالذِّكر لشَّدة ضيقه، وهو كنايةٌ عن شدَّة الموافقة لهم في المعاصي لا في الكفر؛ أي: أنَّهم لاقتفائهم آثارَهم واتِّباعهم طرائقَهم لو دخلوا في مثل هذا الضِّيق لوافقوهم (قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ) المُتَّبَعُون(7) الَّذين قبلنا هم (اليَهُودَُ) بالرَّفع والنَّصب (وَالنَّصَارَى؟ قَالَ) صلعم : (فَمَنْ) هم غير / أولئك؟ «فمن» استفهامٌ إنكاريٌّ كالسَّابق، قال في «الفتح»: ولم أقف على تعيين القائل، ولا يُنافي هذا ما سبق من أنَّهم كفارس والرُّوم؛ لأنَّ الرُّوم نصارى، وفي الفرس كان يهود، مع أنَّ ذلك _كالشِّبر والذِّراع والطَّريق ودخول الجُحْر_ على سبيل التَّمثيل، ويحتمل أن يكون الجواب اختلف بحسب المقام، فحيث قيل: «فارس والرُّوم» كان هناك قرينةٌ تتعلَّق بالحكم بين النَّاس وسياسة الرَّعيَّة، وحيث قيل: «اليهودُ والنَّصارى» كان هناك قرينةٌ تتعلَّق بأمور الدِّيانات أصولها‼ وفروعها.
          والحديث سبق في «ذكر بني إسرائيل» [خ¦3456].


[1] «لفظ»: ليس في (د).
[2] قوله: «فقط، وللكُشميهنيِّ: شبرًا بشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ» سقط من (د) و(ع).
[3] في (ب) و(س): «بشبرٍ»، وهو خطأ.
[4] في (ب) و(س): «بذراعٍ»، وهو خطأ.
[5] في غير (ص) و(ع): «شبرًا»، وهو خطأ.
[6] كذا في حياة الحيوان الكبرى للدميري (2/107) وفي ثبوت ذلك نظر مطول.
[7] في (د): «المتبُوعون».