إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله

          7311- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) بضمِّ العين المهملة(1) (بْنُ مُوسَى) العبسيُّ _بالموحَّدة ثمَّ المهملة_ الكوفيُّ (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) بن أبي خالدٍ التَّابعيِّ (عَنْ قَيْسٍ) هو ابن أبي حازمٍ(عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: لَا يَزَالُ) بالتَّحتيَّة أوَّله في الفرع كأصله (طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ) معاونين أو غالبين(2)، زاد في حديث ثوبان عند «مسلمٍ»: على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم(3) (حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ) بقيام السَّاعة (وَهُمْ ظَاهِرُونَ) غالبون على من خالفهم، واستُشكِل بحديث «مسلمٍ» عن عبد الله بن عمرو: «لا تقوم السَّاعة إلَّا على شرار النَّاس...» الحديث، وأُجيبَ بأنَّ المراد من شرار‼ النَّاس الذين تقومُ عليهم السَّاعة، قومٌ يكونون بموضعٍ مخصوصٍ، وبموضعٍ آخر تكون طائفةٌ يقاتلون على الحقِّ، وعند الطَّبرانيِّ من حديث أبي أُمامة: قيل: يا رسول الله وأين هم؟ قال: «ببيت المقدس» والمراد بهم: الذين يحصرهم الدَّجَّال إذا خرج، فينزل عيسى إليهم فيقتل الدَّجَّال، ويحتمل أن يكون ذلك عند خروج الدَّجَّال أو بعد موت عيسى ◙ بعد هبوب الرِّيح التي تهبُّ بعده، فلا يبقى أحدٌ في قلبه مثقالُ ذرَّةٍ من إيمانٍ إلَّا قَبَضته، ويبقى شرار النَّاس، فعليهم تقوم السَّاعة، وهناك يتحقَّق خلوُّ الأرض عن مسلمٍ فضلًا عن هذه الطَّائفة الكريمة، وهذا _كما في «الفتح»_ أولى ما يُتمَسَّك به في الجمع بين الحديثين المذكورين.
          والحديث سبق في «علامات النُّبوَّة» [خ¦3640] ويأتي إن شاء الله تعالى في «التَّوحيد» [خ¦7459] بعون الله(4).


[1] «المهملة»: ليس في (د).
[2] في (د): «عالين».
[3] هو في البخاري من حديث معاوية (3641).
[4] «بعون الله» ليس في (د).