إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إني اتخذت خاتمًا من ذهب

          7298- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكينٍ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ _كما جزم به المِزِّيُّ_: (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ) المدنيِّ (عَنِ ابْنِ عُمَرَ) عبد الله ( ☻ ) أنَّه (قَالَ: اتَّخَذَ النَّبِيُّ صلعم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ) على التَّوزيع، أي: كل واحدٍ اتَّخذ خاتمًا (فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ‼ فَنَبَذَهُ) أي: فطرحه (وَقَالَ: إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا) كراهة مشاركتهم له في خاتمه الذي اتَّخذه ليختم به كتبه إلى الملوك؛ لئلَّا تفوت مصلحة نقش اسمه بوقوع الاشتراك ويحصل الخلل، أو لكونه من ذهبٍ، وكان وقت تحريم لبس الذَّهب على الرجال (فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ) أي: طرحوها اقتداءً بفعله صلعم فِعلًا وتَركًا، ولا دلالة في ذلك على الوجوب، بل على مطلق الاقتداء به والتَّأسِّي.
          والحديث سبق في «باب خواتيم الذهب» [خ¦5867] من وجه آخر من «كتاب اللِّباس» / (1).


[1] زيد في (ص): «والله سبحانه وتعالى الموفِّق».