إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب من استعان عبدًا أو صبيًا

          ░27▒ (باب مَنِ اسْتَعَانَ عَبْدًا أَوْ صَبِيًّا) بالنون في «استعان»، وللنَّسفيِّ والإسماعيليِّ: ”استعارَ“ «بالراء» بدل: «النون»، فهلك في الاستعمالِ وجبت ديَة الحُرِّ وقيمةُ العبد، فإن استعار(1) حرًّا بالغًا متطوِّعًا أو بإجارة وأصابه شيءٌ، فلا ضمانَ عليه عند الجميعِ إن كان ذلك العملُ لا غررَ فيه.
          (وَيُذْكَرُ) مبنيًّا(2) للمفعول (أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ) والدة أنسٍ، ولأبي ذرٍّ: ”أنَّ أمَّ سلمةَ هند زَوج النَّبيِّ صلعم “ (بَعَثَتْ إِلَى مُعَلِّمِ الكُتَّابِ) بكسر اللام المشددة، وللنَّسفيِّ: ”إلى معلِّم كُتَّابٍ“ بضم الكاف وتشديد الفوقية فيهما. قال الجوهريُّ: الكُتَّاب: الكتبة(3) (ابْعَثْ إِلَيَّ) بتشديد الياء (غِلْمَانًا) لم يبلغوا الحلم (يَنْفُشُونَ صُوفًا) بضم الفاء والشين المعجمة (وَلَا تَبْعَثْ إِلَيَّ حُرًّا) بتشديد الياء أيضًا. قال في «الكواكب»: لعلَّ غرضَها من منع بعث(4) الحرِّ التزام الجبرِ وإيصال العِوض؛ لأنَّه على تقديرِ هلاكه في ذلك(5) العملِ لا تضمنه بخلافِ العبدِ فإنَّ الضَّمان عليها لو هلكَ به. وفي «الفتح»: وإنَّما خصَّت أمُّ سلمة العبيد(6)؛ لأنَّ العُرْفَ جرى برضا السَّادة باستخدامِ عبيدهم في الأمر اليسيرِ(7) الَّذي لا مشقَّة فيه بخلافِ الأحرار. وهذا الأثرُ وصله(8) الثَّوريُّ في «جامعه» وعبد الرَّزَّاق في «مصنفه» عنه عن محمد بن المنكدرِ عن أمِّ سلمة. قال في «الفتح»: وكأنَّه منقطعٌ بين ابنِ المنكدر وأمِّ سلمة، ولذلك لم يجزمْ به البخاريُّ فذكره بصيغةِ / التَّمريض.


[1] في (س): «استعان». و«حرًا»: ليست في (ص).
[2] في (س): «مبني».
[3] في (د): «الكتيبة».
[4] في (د): «مبعث».
[5] في (د): «في هذا».
[6] في (د): «العبد».
[7] «وفي الفتح: وإنما خصت أم سلمة العبيد؛ لأنَّ العرف جرى برضا السَّادة باستخدام عبيدهم في الأمر اليسير»: ليست في (ص).
[8] في (د): «أرسله».