الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر

          ░2▒ (باب: الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ)
          قال(1) الحافظ: هذه التَّرجمة والَّتي بعدها معقودتان لبيان ليلة القدر، وقد اختلف النَّاس فيها على مذاهب كثيرة، وتحصَّل لنا مِنْ مذاهبهم في ذلك أكثرُ مِنْ أربعين قولًا كما وقع لنا نظير ذلك في ساعة الجمعة، وقد اشتركتا في إخفاء كلٍّ منهما ليقع الجِدُّ في طلبهما.
          ثمَّ ذكر الحافظ: ستَّة وأربعين قولًا مع ذكر مستند لكلِّ قول منها، ثمَّ قال: وهذا آخر ما وقفتُ عليه مِنَ الأقوال، وبعضها يمكن ردُّها إلى بعض وإن كان ظاهرها التَّغاير(2). انتهى.
          واختلف العلماء في مصداق قوله صلعم: (السَّبْعِ الأَوَاخِرِ) على خمسة أقوال بسطت في «الأوجز».
          الأوَّل: مَبْدَؤُه مِنْ ليلة أربع وعشرين [على كون الشَّهر ثلاثين، وهو الأصل، وقيل: مِنْ ليلة ثلاث وعشرين على كون المحقَّق في الشَّهر تسعًا وعشرين].
          وقيل: المراد السَّبعُ الرَّابع فمَبْدَؤُه مِنْ ليلة الثَّانية وعشرين.
          وقيل: أراد [السَّبع] بعد العشرين فمَبْدَؤُه مِنَ اللَّيلة الحادية والعشرين.
          وقيل: إنَّ السَّبع إنَّما يُذكر في ليالي الشَّهر ثلاث مرَّات: في أوَّل العدد، ثمَّ في سبع عشرة، ثمَّ في سبع وعشرين، فالمراد هذا الثَّالث، وجمع الأواخر باعتبار الجنس. انتهى ملخَّصًا.
          ثمَّ لا مناسبة على الظَّاهر لثاني حديث الباب بالتَّرجمة، ولم يتعرَّض له الشُّرَّاح إلَّا ما قال القَسْطَلَّانيُّ: قوله: (فالتمسوها في العشر الأواخر) أي: في أوتار تلك اللَّيالي لا لليلة(3) أشفاعها، وهذا لا ينافي قوله: ((التمسوها في السَّبع الأواخر)) لأنَّه صلعم لم يُحَدِّث بميقاتها جازمًا به(4). انتهى.
          فتأمَّلْ. /


[1] في (المطبوع): ((وقال)).
[2] فتح الباري:4/256، 262-263 مختصرا
[3] في (المطبوع): ((ليلة)).
[4] إرشاد الساري:3/433 مختصرا