الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب العمل في العشر الأواخر من رمضان

          ░5▒ (باب: العمل في العشر الأواخر مِنْ رمضان)
          قال الحافظ: قوله: (شدَّ مِئْزَرَه) أي: اعتزل النِّساء، وقالَ الخطَّابيُّ: يحتمل أن يريد به الجِدَّ في العبادة كما يقال: شددت لهذا الأمر مئزري، أي: تشمَّرت له، ويحتمل أن يراد به: التَّشمير والاعتزال معًا.
          قالَ القُرْطُبيُّ: ذهب بعضهم إلى أنَّ اعتزاله النِّساء كان بالاعتكاف، وفيه نظر لقوله فيه: (وأيقظ أهله) فإنَّه يشعر بأنَّه كان معهم في البيت، فلو كان معتكفًا لكان في المسجد ولم يكن معه أحد، وفيه نظر، فقد تقدَّم حديث: (اعتكفتْ مع النَّبيِّ صلعم / امرأةٌ مِنْ أزواجه) وعلى تقدير أنَّه لم يعتكف أحد منهنَّ، فيحتمل أن يوقظهنَّ مِنْ موضعه، وأن يوقظهنَّ عندما يدخل البيت لحاجته(1). انتهى مِنَ «الفتح» مختصرًا.
          ثمَّ براعة الاختتام أشار إليها الحافظ بقوله: وفي الحديث الحرص على مداومة القيام في العشر الأخير إشارة إلى الحثِّ على تجويد الخاتمة ختم الله لنا بالخير... آمين(2).
          قلت: وعندي البراعة في قوله: (شدَّ المئزر)، فإنَّ الإزار أحد أجزاء الكفن أو في قوله: (أيقظ أهله).


[1] فتح الباري:4/269
[2] فتح الباري:4/270