التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب وفد عبد القيس

          ░69▒ (بَابُ وَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ)
          الوفد الجماعة المختارة مِن القوم ليتقدَّمهم في لقاء العظماء، والمصير إليهم في المُهِمَّات، واحدهم وافدٌ، وهؤلاء الوفد كانوا أربعة عشر راكباً الْأَشَجُّ الْعَصْرِيُّ _وهو رئيسهم_ واسمه المنذر بن عابدٍ، قال له النَّبيُّ صلعم : ((إِنَّ فِيكَ (1) خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ (2) وَالْأَنَاةُ))، ومنهم أبو الوازع الزَّارع بن عامرٍ وابن أخته مطر بن هلالٍ العَنبريُّ، وفيه قال النَّبيُّ صلعم : ((ابْنُ أُخْتِ (3) القَوْمِ مِنْهُمْ)) ومنهم ابن أخي الزَّارع، وكان محموماً فجاء به معه ليدعو له النَّبيُّ صلعم فمسحَ ظهره ودعا له فبرِئ لحينه، وكان شيخاً كبيراً فَكُسِيَ سبلاً (4) وجمالاً حتَّى كأنَّ وجهه وجه العَذراء، ومنهم الْجَهْمُ بْنُ قُثَمٍ (5)، ومنهم أبو خيرة الصُّبَاحيُّ مِن بني صُباح بن بُكَيْرٍ في حديثه عن النَّبيِّ صلعم أنَّه قال: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ)) وَأَنَّهُ زَوَّدَهُمْ الْأَرَاكَ يَسْتَاكُونَ بِهِ، ومنهم قيس ابن النُّعمان العبديُّ، ذكره أبو داود في كتاب الأشربة، وَذُكِرَ في السِّيرة منهم الحُبَابُ بن يزيد، وقول الفرزدق لمعاوية:
فَمَا بَالُ مِيرَاثِ الْحُبَابِ أَكَلْتَهُ
          وَذُكِرَ فيهم عُطارد بن حاجبٍ الَّذي قال النَّبيُّ صلعم في خُلقه: ((إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ)) ومِزْيَدُ بن مالكٍ المحاربيُّ، وعبيدة بن همَّامٍ المحاربيُّ، وصحَّار بن العبَّاس المزنيُّ، وعمرو بن مرحومٍ العصريُّ، والحارث بن شعيبٍ العصريُّ، والحارث بن جُندبٍ مِن بني عبَّاسٍ، ولم نعثر بعد طول التَّتبُّع على / أكثر مِن هؤلاء، وكانت الوفود بعد دخول رَمضان سنة تسعٍ.


[1] صورتها في الأصل:((قيل)) والصَّواب المثبت.
[2] صورتها في الأصل:((الحكم)) والصَّواب المثبت.
[3] صورتها في الأصل:((من أحب)) والصَّواب المثبت كما في صحيح البخاريِّ ░6762▒.
[4] كذا في الأصل.
[5] صورتها في الأصل:((قشتم)) والصَّواب المثبت.