التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب غزوة ذي الخلصة

          ░62▒ (بَابُ غَزْوَةِ ذِي الخَلَصَةِ)
          بخاءٍ معجمةٍ وصادٍ مهملةٍ ولامٍ مفتوحاتٍ، وقد تُضَمُّ الخاء واللَّام، وعزاه ابن دِحية إلى أهل اللُّغة. قال القاضي: وكذا ضبطناه عن أبي الحسين، وضبطناه عن أبي بحرٍ بضمِّ الخاء وسكون اللَّام، وحكاه ابن دريدٍ. قال ابن دريدٍ: وهو اسم صنمٍ ببلاد دَوسٍ. وقال ابن الأثير: هو بيت أصنامٍ كان لدوسٍ وخَثْعَم وبَجِيْلَة ومِن كان ببلادهم مِن العرب. وقيل: هو صنمٌ كان لعمرو بن لُحَيٍّ نصبه بأسفل مكَّة لمَّا نصب الأصنام في مواضع شتَّى، فكانوا يلبسونه القَلائد، ويعلِّقون عليه بيض النَّعام ويذبحون عنده، وكأنَّ معنى تسميتهم له بذلك أنَّه عبادة خلصة (1)، وما قاله مِن أنَّه بيت أصنام دوسٍ هو صريح /
          قولة جريرٍ: ((بَيْتٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ ذُو الخَلَصَةِ)) وتقدَّم الكلام على حديثه إلَّا أنَّ قوله هنا: ((كَانَ بَيْتاً (2) فِي خَثْعَمَ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْخَلَصَةِ وَالكَعْبَةُ اليَمانِيَةُ وَالكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ)) قال النَّوويُّ: فيه إشكالٌ إذ كانوا يقولون له: الكعبة اليمانيَّة والَّتي بمكَّة الشَّاميَّة. وقال القاضي: ذكر الشَّاميَّة غلطٌ، والكعبة الشَّاميَّة رفع (3) بالابتداء غير معطوفٍ. وقال الكرمانيُّ: يُحْتَمَلُ أن تكون الكعبة مبتدأً والشَّاميَّة خبره، والجملة حالٌ، ومعناهما أنَّ الكعبة هي الشَّاميَّة لا غير. قال أهل المعاني: الكاتب الضَّاحك مفيدٌ لحصرٍ، كلٌّ تصدق منهما على الآخر (4).


[1] كذا في الأصل.
[2] في الأصل:((بيتٌ)) والصَّواب المثبت.
[3] في الأصل:((وقع)).
[4] كذا في الأصل.