التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}

          ░54▒ (بَابُ قَولِهِ تَعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ (1) تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا}[التوبة:25])
          (حُنَينٌ) وادٍ بين مكَّة والطائف، وبينه وبين مكَّة ثلاث ليال، كذا / ذكره ابن الملقِّن هنا، وذكر في باب غزوة الفتح: أنَّ بينه وبين مكَّة بضعة عشر ميلاً.
          وسُمِّيت (حُنَين) بحُنين بن قَابثة بن مِهْلَائيل، وهي غزوة هوازن، وادَّعى السُّهيلي أنَّها تُعرف أيضاً بأوطاس.
          وكان الخروج إليها يوم السَّبت لستِّ ليال مِن شوال، سنة ثمان مِن الهجرة، في عشرة آلاف مِن أهل المدينة، وألفين مِن أهل مكَّة، فانتهى إلى حُنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر خَلَون مِن شوَّال، وسبى منهم ستة آلاف رأس، وكانت الإبل أربعة وعشرين ألف بعير، والغنم أكثر مِن أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية فضَّة، ولمَّا أتاه وفدُهم بإسلامهم ردَّ عليهم سبيهم.
          ثمَّ انتهى إلى الجِعِرَّانَةِ ليلة الخميس لخمس خَلَون مِن ذي القعدة، فأقام بها ثلاث عشرة ليلة، فلمَّا أراد الانصراف إلى المدينة خرج ليلة الأربعاء لثِنتي عشرة بقيتْ منها ليلاً، فأحَرم بعمرة ثمَّ رجع مِن ليلته، ثمَّ عدا يوم الخميس فانْصرف راجعاً إلى المدينة.


[1] في الأصل:((ولم)).