التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة

          ░28▒ (بابُ غَزوَةِ الرَّجِيعِ وَرِعلٍ وَذَكوانَ وَبِئرِ مَعُونَةَ، وَحَدِيثِ عَضَلٍ وَالقَارَةِ وَعاصِمِ بنِ ثابِتٍ)
          أمَّا (الرَّجيع) فبفتح الرَّاء وكسر الجيم وعين مهملة: مَاء لهُذَيل بين عُسْفَانَ ومكَّة، وأمَّا بئر معونة (1)، وأمَّا (رِعلٌ) فبكسر الراء وعين مهملة ساكنة ولام، وأمَّا (ذَكوانُ) فبذال معجمة مفتوحة وكاف ساكنة وواو ونون، وهو ورِعل: قبيلتان مِن بني سليم، وأمَّا (مَعُوْنَة) فبفتح الميم وضمِّ العين المهملة وبالنُّون، وأمَّا (عَضَل) فبعين مهملة وضاد معجمة مفتوحتين: قبيلة مِن القارة، وهي بالقاف والرَّاء مخفَّفة: اسم قبيلة مِن بين الهون بن خُزيمة، سُمُّوا: (قَارة) لاجتماعهم والتفافهم، قاله في «النهاية».
          وكان أهل غزوة الرَّجيع عشرة، وأميرُهم مَرثد بن أبي مَرثد الغَنَوِيَّ، وكانت غزوتهم في صفر، ويُقال: كان عِدَتهم ستَّة، وكذلك بئر معونة، قال ابن سعد: على رأس ستة وثلاثين شهراً مِن الهجرة، وجزم ابن التِّين بأنَّ غزوة الرَّجيع في آخر سنة ثلاث، قال: وغزوة بئر معونة سنة أربع، وبني لحيان سنة خمس، وَخرج إليها رسول الله صلعم في غرَّة جمادى الأولى يطلب ثأر خبيب وأصحابه، وبعث في فوره إلى القَارة فاعتصموا بالجبال، وكان فيهم خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ وزيد بن الدَّثِنَةِ، فأسروهما وباعوهما / بمكة وقتلوا باقيهم.
          وما ذكرناه مِن أنَّ عِدتهم ستة هو مَا قدمناه في (بابٌ هل يستأسر الرَّجل) عن ابن هشام في «سيرته» وأنَّ منهم خالد بن البُكير اللَّيثي وعاصم بن ثابت بن الأقْلح وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر، وعَدَّ منهم أيضاً مُغيث بغين معجمة وثاء مثلثة، وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق والواقدي: إنَّه بعين مهملة ومثناة مِن فوق وموحَّدة، وقول البخاري: إنَّهم عشرة أصحُّ مِن قول ابن هشام: ستَّة، وقوله أيضاً: إنَّ أميرهم عاصم أصحُّ مِن قول ابن هشام: إنَّه مرثد، قال الدِّمياطي: والوجه تقديم عَضَل ومَا بعدها على الرَّجيع، وتأخير رِعل وذكوان مع بئر مَعونة.
          قوله: (وَعَاصِمِ بنِ ثابتٍ وَخُبَيبٍ وَأَصحَابِهِ) هذا المذكور غزوتان إحداهما غزوة الرَّجيع، قاتل فيها هُذيل عاصماً وخبيباً وأصحابهما، والأخرى غزوة بئر مَعونة، قاتل فيها رِعل وذكوان القُرَّاء مِن الصَّحابة.
          قوله: (قالَ ابنُ إِسحاقَ) هو محمَّد بن إسحاق صاحب المغازي، كنيته أبو بكر، وقيل: أبو عبد الله، إمام الناس في المغازي والسِّير، توفي ببغداد سنة خمسين ومئة، ودُفن بمقبرة الخيزران المشهورة الآن بمقبرة الإمام أبي حنيفة.
          قوله: (حَدَّثَنا عاصِمُ بنُ عُمَرَ) يعني ابن قتادة الظَّفَرِي، كان علَّامة بالمغازي.


[1] كذا في الأصل, ولعل في الكلام نقصٌ.