التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب غزوة مؤتة

          ░44▒ (بَابُ غَزوَةِ مُؤْتَةَ)
          هي بضمِّ الميم ثمَّ همزة ساكنة، ويجوز ترك الهمزة: قرية مِن أرض البلقاء عند الكَرك، وعلى مرحلتين مِن بيت المقدس، ومُثنَّاتها مِن فوق منصوبة، وآخرها هاء، كذا يقوله الفرَّاء وثعلب، وهي مِن الشَّام، وفيها التقتْ جيوش المسلمين وهرقل، وأكثر الرُّواة يقولونه بغير همز، قاله الخطَّابي ونقله في «المشارق»، وقال السُّهيلي: بلا همز ضربٌ مِن الجنون. وقال النَّووي: يجوز ترك الهمز كما في نظائره.
          وقال الحافظ الدِّمياطي: مؤتة بأدنى البلقاء دونَ دمشق، وكانت غزوتها في جمادى الأولى سنة ثمان مِن الهجرة، وكان المسلمون في هذه الغزوة ثلاثة (1) آلاف، والمشركون أكثر مِن مئة ألف، فأخذ اللِّواء زيد بن حارثة، فقاتل حتَّى قُتل، فأخذه جعفر بن أبي طالب، فنزل عن فرسه فعَرقَبها، وكانت أوَّل فرس عُرقِبَتْ في الإسلام، وقاتل حتَّى قُتل، ثمَّ أخذه عبد الله بن أبي (2) رواحة فقاتل حتَّى قُتل، واصطلح المسلمون على خالد بن الوليد، فأخذ اللِّواء وانكشف النَّاس ووقعت الهزيمة، وتوجَّه المسلمون إلى المدينة، فتلقَّوهم (3) أهل المدينة، وجعلوا يحثُّون في وجوههم التُّراب ويقولون: يا فُرَّار، أفررتم في سبيل الله؟! فقال النَّبِي صلعم : ((ليسوا بفُرَّار، ولكنهم كُرَّار إن شاء الله)).
          4262- قوله: (حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيهِم) أي: نجَّاهم وخلَّصهم.


[1] في الأصل:((ثلاث)).
[2] كذا في الأصل.
[3] كذا في الأصل.