التلقيح لفهم قارئ الصحيح

معلق نعيم: أن الحجاج بن أيمن ابن أم أيمن وكان أيمن

          3736- قوله: (وَقَالَ نُعَيْمٌ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ): (نُعَيم) هذا: هو ابن حَمَّاد بن معاوية بن الحارث بن همَّام الخزاعيُّ، أبو عبد الله المروزيُّ، الحافظ الفَرَضِيُّ الأعور، صاحب التصانيف، ونزيل مِصر، رأى الحسينَ بنَ واقد، وروى عن أبي حمزة السُّكَّريِّ وإبراهيم بن طَهْمان شيئًا قليلًا، وعن ابن المبارك، وخلقٍ كثيرٍ بخراسان والحجاز والشام والعراق، وعنه: البُخاريُّ مقرونًا بغيره، وابن معين، والذُّهْليُّ، والدارميُّ، وأبو زرعة الدِّمَشْقيُّ، وخلقٌ، قال يوسف بن عبد الله الخوارزميُّ: سألت أحمد ابن حنبل عن نُعيم بن حَمَّاد فقال: لقد كان من الثِّقات، وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجُنَيد عن ابن مَعِين: ثقة، وقال الحسين بن حبَّان عن ابن معينٍ: (ثقة صدوق، أنا أعرَفُ الناس به، كان رفيقي بالبصرة، كتبَ عن رَوح بن عُبَادة خمسين ألف حديث)، حُمِل إلى العراق في امتحان القرآن مع البُويطيِّ مُقيَّدَين، فمات نُعيم بالعسكر بسامُرَّاء، قال جماعة: مات سنة ░229هـ▒، أخرج له البُخاريُّ مقرونًا، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، وابن ماجه، له ترجمةٌ في «الميزان»(1)؛ منها: أنَّ الأزديَّ نسبه إلى الوضع، وفي هذا الحديث قرنه البُخاريُّ مع شيخه الآتي؛ وهو سليمان بن عبد الرحمن؛ هو أبو أيُّوب التميميُّ الدِّمشقيُّ الحافظ، ابن بنت شرحبيل، مفتٍ ثقةٌ، لكنَّه مُكثِرٌ عن الضُّعفاء، وهذا نوعٌ مِنَ القرن، وما شرط القرن أن تقول: (حدَّثنا فلان وفلان)، وقد تَقَدَّم مثلُه [خ¦1152]؛ فاعلمه.
          و(ابْنُ الْمُبَارَكِ): عبد الله، أحد الأئمَّة الأعلام، و(مَعْمَرٌ): تَقَدَّم أنَّه بميمين مفتوحتين، بينهما عينٌ ساكنة، وأنَّه ابن راشد، و(الزُّهْرِيُّ): محمَّد بن مسلم، و(مَوْلًى لأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ): سيأتي في الطريق الثانية أنَّه حرملة، وسأذكر بعضَ ترجمته لمَّا يصرح به الزُّهري في الطريق الثاني [خ¦3737].
          قوله: (أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَيْمَنَ ابْنِ أُمِّ أَيْمَنَ): (الحجَّاج بن أيمن): ابن عُبيد بن عمرو بن بلال الخزرجيُّ، وقيل: الحَبَشيُّ، ابن أمِّ أيمن، قُتِل أبوه أيمن يوم حُنين شهيدًا، وعاش الحجَّاج إلى إمرة الزُّبير، لم يروِ شيئًا، وله رؤيةٌ ☺.
          قوله: (ابْنِ أُمِّ أَيْمَنَ): قال الدِّمياطيُّ: (أمُّ أيمن: اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن، مولاة رسول الله صلعم وخادمتُه، ورِثها من أبيه، وقيل: من أمِّه، وقال: «أمُّ أيمن أمِّي بعد أمِّي»، خلف عليها زيدُ بن حارثة بعد عُبيد بن عمرو بن بلال، فولدت له أسامة، واستشهد أيمن بن عُبيد يوم حُنين، ثبت مع رسول الله صلعم لم ينهزم) انتهى، ثبت مع مَن ثبت، وقد ذكرتُهم، وذكرتُ الاختلاف في عددهم [خ¦2874].
          قوله: (أَعِدْ): هو بفتح الهمزة، وكسر العين، وإسكان الدال المهملتين، أمرٌ بالإعادة.


[1] زيد في (أ): (ترجمة).