التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده

          2072- قوله: (أَخْبَرَنَا عِيسَى): هذا هو ابن يونس بن أبي إسحاق، أحدُ الأعلام في الحفظ والعبادة، عن أبيه، وهشامِ بن عروة، والأعمشِ، وخلقٍ، وعنه(1): حمَّادُ بن سلمة مع تقدُّمه، وابنُ المَدينيِّ، وإسحاقُ، وابنُ عرفة، وأممٌ، وكان يحجُّ سنةً ويغزو سنةً، مات سنة ░187هـ▒، أخرج له الجماعةُ.
          قوله: (عَنْ ثَوْرٍ): هذا هو ابنُ يزيدَ الحمصيُّ الحافظُ، عن خالدِ بن مَعْدَان وعطاءٍ، وعنه: القطَّانُ، وأبو عاصم، وخلقٌ، وكان ثَبْتًا قَدَرِيًّا، أخرجوه من حمص وأحرقوا دارَه، تُوفِّيَ سنة ░153هـ▒، أخرج له البخاريُّ والأربعةُ، له ترجمةٌ في «الميزان»، وصحَّح عليه.
          [قوله: (عَنْ خَالِدٍ): تقدَّم من هو خالدٌ أعلاه](2).
          قوله: (عَنِ الْمِقْدَامِ): هذا هو المقدام بن مَعْديكَرب، أبو كريمة الكِنديُّ الصَّحابيُّ، نزل حمص، وله عن معاذ، وعنه: حفيدُه صالحُ بن يحيى، وخالدُ بن مَعْدَان، ويحيى بن جابر، مات سنة ░87هـ▒، أخرج له البخاريُّ والأربعة، ☺.
          تنبيهٌ: قال شيخُنا: (زعم الإسماعيليُّ أنَّ سندَه منقطعٌ، بين خالدٍ والمقدامِ جبيرُ بن نفير)، انتهى، وفيه نظرٌ؛ لأنَّ خالدًا قال: (أدركتُ سبعين من أصحاب النَّبيِّ صلعم)، وتُوفِّيَ خالد سنة ثلاث ومئة، ويقال: سنة أربع ومئة، وقيل: سنة ثمان ومئة، والمقدام قال ابنُ سعدٍ وجماعةٌ: (مات سنة سبعٍ وثمانين وله إحدى وتسعون سنةً)، وقال عليُّ بن عبد الله التَّميميُّ(3): (سنة ثمان وثمانين)، والأوَّل أصحُّ، نعم؛ أرسل خالدُ بن مَعْدَان عن أبي عُبَيدة ابن الجرَّاح، ولم يسمع من أبي الدرداء، ولم يصحَّ سماعُه من عُبَادة بن الصَّامت، ولا من معاذ، وقال ابنُ أبي حاتم: (سألتُ _يعني: أباه_: خالد بن معدان عن أبي هريرة متَّصل؟ فقال: قد أدرك أبا هريرة، ولا يُذكَر له سماع)، والله أعلم.
          قوله: (وَإِنَّ دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ): إن قيل: ما كانت صنعة داود؟ فالجواب: أنَّه كان زرَّادًا.
          فائدة(4): كان آدم حرَّاثًا، ونوح نجَّارًا وكذلك زكريَّاء، وإدريس خيَّاطًا وكذا أيُّوب، وداود تقدَّم أعلاه زرَّادًا، وإبراهيم زرَّاعًا وكذا لوط، وصالح تاجرًا، ولقمان خيَّاطًا، وقيل: نجَّارًا، وموسى وشعيب ومُحَمَّد صلَّى الله عليهم(5) وسلَّم رعاة للغنم، وكذلك الأنبياء كلُّهم رعَوا الغنم، وفي «المستدرك»(6) في ترجمة ابن مريم ذَكَرَ حديثًا عن ابن عبَّاس مرفوعًا: (إنَّ آدم كان حرَّاثًا، ونوح نجَّارًا، وإدريس خيَّاطًا، وداود زرَّادًا، وموسى راعيًا، وإبراهيم زرَّاعًا، وشعيب راعيًا، ولوط زرَّاعًا، وصالح تاجرًا، وسليمان مَلِكًا)، في سنده عبد المنعم بن إدريس ساقط.
          ثانية: كان أبو بكر الصِّدِّيق، وعثمان، وعبد الرَّحمن بن عوف، وطلحة، وابن سيرين، وميمون بن مهران بزَّازين، والزُّبير، وعمرو(7) بن العاصي، وعامر بن كُريز جزَّارين(8)، وسعد بن أبي وقَّاص يَبري النَّبْلَ، وعثمان بن طلحة الحجبيُّ خيَّاطًا، ومثله قيس بن مَخْرَمة، وأيُّوب السَّختيانيُّ يبيع جلود السَّختيان، ومالك بن دينار ورَّاقًا يكتب المصاحف، ومُجمِّع الزَّاهد حائكًا.


[1] زيد في (ب): (هدبة).
[2] ما بين معقوفين سقط من (ج)، وهو مستدرك في (أ)، لكن جاء في رواية الحديث بيانه أنَّه خالد بن معدان.
[3] في (ب): (التيمي)، وهو تحريفٌ.
[4] في (ب): (باب).
[5] في (ج): (عليه).
[6] زيد في (ب): (للحاكم).
[7] في (ب) و(ج): (وعمر)، وهو تحريفٌ.
[8] في (أ): (خزَّارين)، وفي (ب) و(ج): (خزازين)، وكلاهما تصحيف.